الأحد، 4 ديسمبر 2016

📩 ‏إلى الأخوات الكريمات..!!

مؤسف جدًا أن بعضكن يقصّرن العباءة ليظهرن (ماركة) النعال أو الحذاء!!
وكذلك الكم لم يسلم من التقصير ليتباهين بـ(ماركة) الساعة أو الأسورة!!
بل يوسعن أكمام العباءة فتنكشف صفحة الذراعين عندما يقمن بتصوير (سيلفي) في الطرقات والمطاعم والأماكن العامة بل والخاصة!!
إضافة إلى كون العباءة مفتوحة تكشف ما تحتها (من چينز أو لقنز أو القصير أو...) بمجرد المشي ولأدنى نسمة هواء!!
‏ناهيك عن العباءات الضيقة التي تبين تفاصيل الجسم وتقاسيمه!!
أليس هذا واقع مشاهد اليوم؟!!
فهل هذا الواقع يحقق المقصود الشرعي من العباءة؟!
في الحقيقة هو واقع مرير وشر مستطير يتنافى مع الستر والحشمة الذي هو المقصد الأساسي من العباءة التي شرعها المولى الخبير: {يأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لأَزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰابِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيمًا
ألا ‏فلتتقين الله..‏
أفلا تردن رحمة الله؟!
من كانت منكن تتبنى جواز كشف وجهها تدينًا باتباع قول عالم مأمون يخشى الله بعيدًا عن اتباع الهوى فلتعلم إذا أنه لا يجوز لها كشفه حال وضعها للـ(المكياج والكحل...إلخ) إلا أمام محارمها فقط!!
نعم لا يجوز!!
والعلماء الذين يجوزون كشف الوجه هم أنفسهم لا يجيزون كشفه حال تجميله بالمساحيق!!
قال الله تعالى: { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَآبَائِهِنَّ أَوْ ءَابَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَني إخْوَانِهِنَّ أوْ بَني أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ...إلخ}
وهكذا لا يجوزونه حال وجود الفتنة وكثرة الفساق وخشية تعرضهم للنساء!!
فكوني صادقة مع نفسك في الإجابة على هذا السؤال:
هل ستسترين وجهك يا من تدينين الله بجواز كشفه عندما تجملينه بالمساحيق؟!
أم أنك ستأخذين من الفتوى ما يوافق هواك دون غيره؟!
وأعيذك بالله من الهوى..
✍️️ بقلم/
حمد بن دلموج السويدي

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

‏حرقتوا قلوبنا الله يحرق قلوبكم!!

لما يقرع سمعك مثل هذا الدعاء تظن أن المقصود به صهيوني أو رافضي أو حوثي أو داعشي وأمثالهم..!!
ولكنّك تندهش!!
ويصيبك الذهول!!
عندما تعلم بأن المقصود بالدعاء هو فريق كرة قدم!!
أيعقل أن يدعو المسلم على إخوانه المسلمين؛ لأنهم خسروا في مباراة كرة قدم!!
أم هل يعقل أن يسب ويشتم مشجعي الفريق الآخر؛ لأن فريقهم فاز على فريقه الذي يشجعه؟!!
‏بل ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاعتداء على الغير بالضرب والإضرار بسياراتهم!!
ناهيك عن الغيبة التي تضج بها مجالس كثير من المشجعين!!
أين الروح الرياضية التي لطالما تغنوا بها؟!
بل أين الأخلاق الإسلامية التي يجب أن يتحلوا بها؟!
ألم يسمعوا قول الله تعالى:{ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌألم يعلموا بأن النبي ﷺ يقول: " وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم "
ويقول: " ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء" ؟!
ربما اعتذر البعض بأنه لا يتمالك نفسه ساعة الغضب!!
غضب!!
غضب من ماذا؟!
من فوز أو خسارة في لعبة كرة قدم!!
هل انتهت الهموم حتى لم يبق إلا كرة القدم لتصب جام غضبك لها؟!!
يؤسفني أن أقول: عذر أقبح من ذنب!!
لا أحد يمنعك أخي من تشجيع من تحب، ولكن لا يصل بك الأمر إلى أن تدنس أخلاقك بالسب أو الشتم أو الغيبة أو الدعاء على إخوانك لأجل فوز أو خسارة!!
‏وكان الواجب أن يلهج لسانك بالدعاء لجنودنا البواسل الذين هم على خط النار..لا أن تتناحر مع إخوانك على كرة القدم!!
عذرًا إخواني المشجعين..ما كنت لأكتب في هذا الأمر إلا لأني رأيت الأمر قد تفاقم وزاد عن حده!!
والدين النصيحة..
✍️️ كتبه/
حمد بن دلموج السويدي

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

عاشوراء بين السنة والرافضة..

في العاشر من ⁧‫شهر الله المحرم‬⁩ نجى الله موسى ومن معه من فرعون وقومه بعد أن أهلكهم الله بالغرق فصامه النبي ﷺ شكرًا لله،
وهكذا المسلمون يقتدون فيه بسنة نبيهم فيصومونه ويزدادون بفضل الله إيمانًا مع إيمانهم باقتدائهم بنبيهم ﷺ..
‏وفيه قُتل الحسين بن علي رضي الله عنه بعد أن غرر به الرافضة ودعوه ووعدوه أن ينصروه وتخلوا عنه!!
فابتلاهم الله بتعذيب أنفسهم بضربها بالسلاسل والسيوف تعجيلا لهم في العقوبة في الدنيا إزاء غيهم وضلالهم وطعنهم في أم المؤمنين وسبهم صحب النبي الكريم ﷺ فازدادوا فيه شقاء فوق شقائهم..
فتراهم يقيمون في العاشر من المحرم كل عام عزاء للبكاء على الحسين وهم الذين غرروا به وخذلوه وتخلوا عنه، مع أن ديننا الحنيف لا يدعو إلى استدامة الأحزان بل وينبذ كل ما من شأنه أن يجدد الحزن؛ لذلك جاء الوعيد الشديد في حق النائحة التي تهيج الناس في العزاء وتستدر دموعهم فقال ﷺ: " والنائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب" رواه مسلم 
‏فكيف بمن يتجاوز استدرار الدموع إلى استمطار الدماء؟!!
‏بل يتجاوز ذلك كله إلى الاستغاثات الشركية كدعاء الموتى وتجدهم يذلون أنفسهم بضربها بالسلاسل والزحف إلى القبور والطواف حولها والذبح لها نسأل الله السلامة والعافية!!
‏فأنا أتمنى من منظمة حقوق الإنسان أن تتواجد اليوم في دور عبادات الرافضة حتى ينقذوا أطفالهم الأبرياء من الممارسات الوحشية التي تمارس عليهم كضرب رؤوسهم بالسيوف!!
ف‏يا أهل السنة احمدوا الله على العافية والسلامة ونعمة لزوم السنة..
‏فدونكم القوم وفيهم (المهندس والطبيب والمثقف ووو) ومع ذلك تجدهم يعذبون أنفسهم بأيديهم وأنتم على فرشكم تتنعمون..
‏فالحمدلله على فضله..
✍️️بقلم/
 حمد بن دلموج السويدي

الأحد، 9 أكتوبر 2016

‏دع الخلق للخالق‼️

كثيرًا ما نسمع من يردد مقولة "دع الخلق للخالق" ويوظِّفها في سياق ترك نصيحة الغير والاهتمام بالنفس فقط!!
وربما أردفها بمقولة: " انتهى زمن الوصاية " كل ذلك لأجل تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي قال الله تعالى عنها: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللهِ}
‏وقال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى ٱللهِ وَعَمِلَ صَٰلِحاً وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ }
‏وقال ﷺ: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف،
‏ولتنهون عن المنكر،
‏أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب " رواه الترمذي وحسنه.
‏فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم واجبات الدين التي قام بها أنبياء الله وقام بها من بعدهم من سار على نهجهم من العلماء الربانيين والدعاة المخلصين امتثالا لقول الله تعالى: { قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِى ٱدْعُواْ إِلَىٰ ٱللهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ ٱللهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }
‏والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة الرسل والعلماء من بعدهم لقوله ﷺ: " العلماء ورثة الأنبياء " وليس هو من دلائل الأخونة!!
‏كما يروِّجه بعض مرضى النفوس من دعاة الحريات البهيمية كالليبرالية‬⁩ ومن تبعهم على باطلهم.
‏وكون الإخوان المسلمين خاضوا في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا فقه ولا علم لا يعني أن كل آمرٍ بالمعروف أو ناه عن المنكر صار إخوانيًا!! 
فلا يسوغ لنا أن نترك أمر النبي ﷺ في قوله: " من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده،
‏فإن لم يستطع فبلسانه،
‏فإن لم يستطع فبقلبه،
وذلك أضعف الإيمان"
لأجل جهل الإخوان أوغيرهم من أهل الضلال في تطبيق هذا الأمر النبوي!!
أقول هذا لأني وقفت على كلام لأحدهم ‏يصرِّح فيه بأن النهي عن بيع الخمور وشربها
أو دعوة النساء للباس المحتشم
أو الحث على الصلوات
أو المطالبة بمنع العُري في الأماكن العامة أنه من دلائل الأخونة!! 
{ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا }
‏فهل الدين عند هذا القائل يأمر  بخلاف ما سبق؟!
أو أنه ينهى عن الإنكار عن مثل ما سبق؟!
‏هذه نتيجة الجهل إذا اختلط بالهوى معاشر القراء!!
وهي مكيدة من مكائد شياطين الإنس والجن لهدم هذا الدين الحنيف وأنَّى لهم ذلك..
فدين الله محفوظ فـ" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله" هكذا قال نبينا ﷺ وهو الصادق المصدوق..
فلا تغتر أيها الموفق بكل ناعق، واسلك طريق الحق ولا تستوحش لقلة السالك، فأنت الجماعة ولو كنت وحدك
و" الدين النصيحة 
و " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه "
✍️️ كتبه /
حمد بن دلموج السويدي

الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

قصة قصيرة عنوانها: نعم نحن بخلاء‼️

" كنت جالسًا في حلقة من حلقات العلم لأحد المشايخ الفضلاء، وقبل أن يبدأ الشيخ الدرس نادى أحد الطلبة قائلاً: يا أبا فلان كم ساعةً في اليوم؟
فأجاب الطالب مستغرابًا السؤال: 24 ساعة!!
فأردف الشيخ قائلاً: وكم دقيقة في اليوم؟
فأجاب بعض الطلبة بعد الحساب: 1440 دقيقة في اليوم.
فقال الشيخ: كم دقيقة نحتاج لقراءة جزء من القرآن؟
فقيل: على أقصى تقدير 40 دقيقة..
فقال الشيخ: أيبخل أحدنا بـ 40 دقيقة من 1440 دقيقة في يومه لقراءة جزء من القرآن؟!!
أرأيتم أننا بخلاء‼️ "
قلت: صدق..نعم نحن بخلاء‼️
تتصرَّم الدقائق تلو الدقائق في تصفح ( تويتر، انستقرام، سناب شات، واتساب، فيسبوك، تلجرام..) حتى يبلغ مجموعها الساعات الطوال من اليوم ونحن على تلك الحال دون ملل أو كلل‼️
وفي المقابل: ربما لا يكون لتلاوة القرآن عند كثير منِّا عُشْرُ ذلك الوقت المهدور أو نصيفه‼️ 
أليس هذا واقعنا؟‼️
مع يقيننا بأن " من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها.."
وإقرارنا بأنَّ الكثير من الرسائل التي تصلنا لا نفع فيها وربما كان ضررها أقرب من نفعها!!
ومع ذلك: الحال هو الحال !!
أجارني الله وإياك من سوء المآل..
فهذه دعوة لنفسي ولك يا من قرأت رسالتي بالعناية بكتاب الله قراءة وتدبرًا وحفظًا ولا تسوّف فـ" إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك " فابدء من الآن واستعن بالله..{ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم }
✍️️ كتبها/
حمد بن دلموج السويدي

الخميس، 29 سبتمبر 2016

💥ردًا على الحربي والجفري..

‏الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي -رحمه الله- من أفضل ما كتب في باب التوحيد بشهادة العلماء ولا يُشكك فيه إلا جاهل لا يدري ما حواه واشتمل عليه من المسائل والدلائل
أو صاحب هوى يحاول صد الناس عنه؛ لأجل المحافظة على شركياته وضلاله، وربما جُند بعضهم من قبل أعداء الملة من حيث يعلم أو لا يعلم؛ وإلا فالشيخ -رحمه الله- لم يأت بجديد، وإنما جمع في طيات كتابه الآيات والأحاديث التي تتكلَّم في التوحيد، ورتبها على أبواب كما صنع البخاري -رحمه الله- في كتابه الصحيح، وذيل تلك الأبواب بمسائل تكشف مكنون تلك الدلائل،
‏فترويج ممدوح الحربي ومن قبله علي الجفري أن داعشًا تعتمد هذا الكتاب في مناهجها وتلميحهم أنه سبب ضلالها ما هو إلا محاولة فاشلة منهما للطعن في عقيدة التوحيد الوسطية التي تناقلها الأئمة خلفًا عن سلف، وتحميلها ما لا تحتمله ولا تقرُّهُ من الغلو والتطرُّفِ الذي عند داعش وأخواتها!!
على أنني أقول: أنه لا يلزم من إقرار داعش لكتاب التوحيد في مناهجها (إن صح الخبر) أن يكون الكتاب فيه ضلال فضلاً عن أن يكون هو مصدر ضلالها كما يُروِّج له هذان!
‏ناهيك أن داعشًا تستدل بالقرآن بل تجعله مصدرها الأساسي فهل يجرؤ أحدٌ على الطعن في القرآن؛ بحجة أن داعشًا تعتمد عليه؟!
لا أظن عاقلاً يقول ذلك فضلاً عن مسلم..!!
‏وإذا كان كلام الله لم يسلم من تأويله وتفسيره على غير مراده!! من قبل أهل البدع والأهواء على اختلاف مذاهبهم وتنوع مشاربهم فما بالك بكتاب لبشر؟!
فأنا أدعو كل مسلم لاقتناء الكتاب والنظر فيه وفي بعض شروحاته قبل أن يصد الناس عن الحق بترديد كلام المضلين في الطعن في الكتاب كما تردد البغبغاء العجماء كل ما تسمعه..
وليعلم المسلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة وليحذر من اتباع الهوى فإن الله يقول:{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَٰهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ}.

✍ كتبه/
حمد بن دلموج السويدي

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

انتبه ولا تغتر بالدعاوى الفارغة!!

الإسلام منهج حياة متكامل يصلح لكل زمان ومكان ولكنَّ جهل بعض المسلمين بشموليته حملهم على الدعوة لفصل الدين عن السياسة لأجل صيانة الدين زعموا!!
‏محتجين على ذلك بفشل الإخوان المسلمين السياسي لما وصلوا لسدة الحكم في مصر الحبيبة!!
‏وجهلوا أو تجاهلوا أن الإخوان لا يمثلون الإسلام أصلا!!
‏إنما هم يمثلون حزبهم وأفكارهم الضالة التي وضع أسها حسن البنا وزادها خسة وضلالا من بعده سيد قطب!!
‏فأي تشويه للإسلام حينما يلمح بل ويصرح بعض المسلمين بأن الدين يجب أن يفصل عن السياسة لعدم مناسبته للأوضاع الراهنة!!
قال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - :
والدين الإسلامي جاء بالخير والصلاح الدنيوي والأخروي، وهو صالح لكل زمان ومكان" فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ " ( 6 / 45 )
 وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله- : ودينه هو الإسلام وهو صالح لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ( 9 / 200 ) .
وقال الشيخ العثيمين - رحمه الله- : " والدين الإسلامي - بحمد الله تعالى - متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة متميز عليها بكونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة ، ومعنى كونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة : أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان وأمة " شرح ثلاثة الأصول ( ص 45 ). 
‏وإن تعجب فعجب قول من يعد (الاقتداء بالسلف الصالح) و (الإيمان بأن الدين منهج للحياة)
‏⬅️ مذمة!!
‏⬅️ وأنها سمة خاصة بالإخوان المفلسين ومن على شاكلتهم من الجماعات السياسية!!!
فلا أدري  متى ‏صار الاقتداء بالسلف الصالح مذمة؟!
وهم من وصانا النبي ﷺ بالاقتداء بهم فقال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"
وبيّنَ فضلهم بقوله: "خير الناس قرني.." وجعل النجاة في اتباع هديهم فقال في وصف الفرقة الناجية: "..من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي"
‏بل حذرنا المولى من مخالفة سبيلهم فقال: { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا }
‏أبعد هذا يصير اتباعهم مذمة؟!!
‏أم أن صاحب تلك المقالة أحق بالمذمة؟!
على أنني أقول بأن إدعاء أن الإخوان وبقية المذاهب السياسية تنطلق من هذه الأسس هي مجرد دعوى فارغة لا حقيقة لها على أرض الواقع، ولو اتبع الإخوان المسلمون سبيل السلف لما ضلوا الطريق ولما أحدثوا تلك الفتن التي عمت بلاد المسلمين باسم الربيع العربي!!
 فالقول بأن (الدعوة لاتباع السلف) و(اعتقاد بأن الدين منهج حياة) من منطلقات الجماعات السياسية حقيقته الطعن في منهج السلف الصالح الذي يمثل الإسلام العتيق الذي كان عليه محمد ﷺ وأصحابه بعيدًا عن الغلو والتطرف والجفاء والتخلف..فلا تغتر بتلك الدعاوى الفارغة واعلم أن الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف والله وحده الهادي إلى سبيل الرشاد..

✍ كتبه/

حمد بن دلموج السويدي

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

خاطرة..


‏خاطرة..
قلت لأحدهم: لا تتكلم في مسألة الفرق والجماعات؛ لأنك لست متخصصًا في هذا الباب
‏فرد عليَّ آخر: أترك عنك الغرور والكبر وتواضع للناس!!
‏ثم قال: يا معشر الدعاة والمشايخ وطلاب العلم الديني، اتركوا عنكم الغرور وتذكروا أنكم شركاؤنا في هذا الدين لا أوصياء عليه!!
أقول وبكل أسف: هذا الداء قد استشرى عند فئام من الشباب اليوم!!
‏يسيؤون الظن بطلبة العلم والمشايخ؛ لأنهم لا يطابقون أهواءهم!
‏في الوقت الذي تجدهم يتولون بعض من يتكلم في الدين بجهل مطبق وفلسلفة مفضوحة! 
و‏لو أحسن هؤلاء الظن بأهل العلم وطلابه وأصلحوا نياتهم وأعملوا عقولهم وتجردوا عن حظوظ أنفسهم وأهوائهم لكان أهل العلم وطلابه أحب الناس لقلوبهم أتدرون لماذا؟
‏لأن أهل العلم وطلابه هم مصابيح الهدى التي تنير لهم دروب الخير وتدلهم عليها في وسط ظلمات الجهل في الدين وغياهب الهوى التي سادت في أوساط كثير من العالمين!!
فما أحسن أثر أهل العلم وطلابه على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم..!!
‏يتعلمون العلم الشرعي ويبذلون فيه مهجهم ويقضون فيه جل أوقاتهم ليرفعوا الجهل عن أنفسهم ويرفعوه عن غيرهم..
ولا يرجون من أحد الثناء ولا يطلبون إلا من الباري الثواب والجزاء..
‏فحق علينا إكرامهم والثناء والدعاء لهم لا سبهم وشتمهم ورميهم بالتهم الجائرة كما هو مشاهد اليوم!!
‏فأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ويرشدهم للحق المبين..

✍كتبها/
حمد بن دلموج السويدي

الأربعاء، 17 أغسطس 2016

من خطيب جمعة إلى حارس أحذية نسأل الله السلامة والعافية

قال الله تعالى: ﴿‏‬وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾،
ذكر العلامةُ المحدثُ أحمد محمد شاكر رحمه الله: عن أحد خطباء مصر وهو محمد المهدي خطيب مسجد عزبان، وكان فصيحًا متكلمًا مقتدرًا، وأراد ذلك الخطيب أن يمدح أحد أمراء مصر، عندما أكرم ( طه حسين ) الأديب الأعمى بإرساله للدراسة في فرنسا..
فقال الخطيب في خطبته: 
(ما عبس وما تولى لما جاءه الأعمى)..
أي: أن الملك فؤادًا الأول أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عبس وتولى عندما جاءه الأعمى ( ابن أم مكتوم ) لكن هذا: ما عبس ولا تولى، بل بعثه إلى فرنسا، فأخذ الدكتوراة وأتى..
وكان الشيخ محمد شاكر، والد الشيخ أحمد شاكر حاضرًا لخطبة الجمعة، فلما سمع هذه الكلمة ما تحملها، فما كان منه إلا أن قام بعد صلاة الجمعة، وقال: "أيها الناس!،
أعيدوا الصلاة فإن صلاتكم باطلة!،
والخطيب كفر! بما شتم الرسول صلى الله عليه وسلم.."
أي: تعريضًا لا تصريحًا، وأمرهم أن يعيدوا الصلاة، فأعادوها ظُهرًا..
يقول العلامة أحمد شاكر: لكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الآخرة، فأُقسم بالله لقد رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين، وبعد أن كان عاليًا منتفخًا مستعزًا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء، رأيته ذليلاً خادمًا على باب مسجد من مساجد القاهرة يتلقى نعال المصلين، يحفظها في ذلة وصغار، حتى خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني، لا شفقة عليه فما كان موضعًا للشفقة، ولا شماتة فيه، فالرجل يسمو على الشماته ولكن لما رأيت من عبرة وعظة..
المصدر: [سرعة العقاب لمن خالف السنة والكتاب ص322]
قلت: تأمل أيها المسلم كيف ذل ذلك الخطيب بعد أن كان عزيزًا ‏﴿‏‬قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ  وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن  تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
فاعلم أيها الداعية إلى الله أنه لا أحد ينفع مدحه ويضر قدحه إلا الله. وتذكر بأن ما كان لله يبقى، وما كان لغيره يفنى فاتق الله في دعوتك والتزم هدي نبيك، تكن من الراشدين.

الأحد، 14 أغسطس 2016

هل يوجد بيننا من يدعو إلى كراهية المرأة؟!!

مجتمع الإمارات ولله الحمد مجتمع محافظٌ ويهتم بالمرأة ويقدرها ويحرص على إكرامها وهذا لا يحتاج إلى برهان كما يقول الشاعر:
وليس يصح في الأذهان شيءٌ***إذا احتاج النهار إلى دليل!!
‏فقول بعض الدعاة: علمونا كرهها وتعدى الكره إلى الأم والبنت..إلخ
قول: غير منطقي ولا واقعي البتة!!
‏فلم أعهد على أهل الاستقامة في بلادنا الطيبة الإمارات شبابًا وشيبانًا حكامًا ومحكومين أنهم كانوا يكرهون المرأة أو يزدرونها فضلا عن أن يعلموا الناس كراهيتها!!
فهذا التلاعب من خلال دغدغة عواطف النساء بمثل هذا الطرح بات مكشوفا للعيان!!
ويسمى بلهجتنا المحلية (اسطوانة مشروخة)
‏ووالله إنه لمن العيب أن يُوهم العالم بأن عندنا ظاهرة في الإمارات وهي: أن أناسًا من أهل الدين يكرهون المرأة بل ويعلِّمون الناس كراهيتها!!
وهو كذب مردود على صاحبه ولا صلة له بواقع الإمارات البتة!!   
لذا فإننا نطالب كل من يشيع في الناس مثل هذه التُراهات أن يُبرز لنا الأدلة على صحة كلامه قبل أن يتبجح به هكذا بلا حياء!!
ومعلوم أن مثل هذا الطرح له أثرٌ خطير في تهيج بعض الجهات الخارجية علينا..!!
والمتربصون كُثُرُ!!
فمتى يعي بعض الدعاة هذا الكلام؟!!
ولو قال صاحب تلك المقالة: أنا لا أقصد الدعاة في الإمارات!!
فيُقال له: فما فائدة هذا الطرح إذن على قنواتنا الرسمية!!
وكان الواجب عليه أن يطرح ما يحتاجه مجتمعنا بحكمة وواقعية بدل هذا التهويل الفارغ!!
وأقول لمثل هذا الصنف من الدعاة: إن كان بينكم وبين البعض مشاكل شخصية فحلوها فيما بينكم بعيدًا عن قنواتنا الرسمية!!
فإنها لم تجعل لتصفية الحسابات الشخصية أو عرض مشاكل ليس لها صلة بواقع البلد!!
فكونوا متزنين في طرحكم وناقشوا المشاكل التي يحتاجها مجتمعكم وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه..
كتبه/
حمد بن دلموج السويدي

السبت، 30 يوليو 2016

مرة أخرى: على رسلك يا وسيم !!

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
لما رأيتك قد أثبتَّ تغريدة كتبت فيها: (أنا حاليا أنتقد كثيرا من آرائي في الماضي وأراها خاطئة وسوف أنتقد مستقبلا كثيرًا من الآراء التي أتبناها اليوم وسأضحك عليها لا قدسية لآرائي) رأيت أن أساندك في كشف بعض آرائك المغلوطة علَّك أن تُعجِّل (بالضحك عليها!!) والتراجع عنها (ونقدها!!) حتى لا يفتتن بها الناس؛ فإن الدين النصيحة والناس (ليسوا فئرانًا لتجاربك!!) التي هي في الحقيقة ضريبة التعجُّل!!
فمن تعجَّل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه..
وسأتناول بعض كلامك وأعرض عن بعض؛ لأن اللبيب تكفيه الإشارة..
بادئ ذي بدء أقول: لا يحسن بك وقد تصدَّرت لدعوة الناس أن تشابه في منطقك منطق أعداء الدين من الليبرالية وغيرهم وتتغنى بمصطلحاتهم كالتنوير والفكر الظلامي ونحوها مما يُقصد به الطعن في الدين وأهله، وإن كنت تقصد بها غير الذي يقصدون؛ فإن الله عزَّ وجل قد نهى المؤمنين عن قول: {راعِنَا} مع أنها من الكلمات المتداولة عندهم ولكن لما كان اليهود يستخدمونها للطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاهم الله عنها بقوله: {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَقُولُواْ راعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرْنَا} فكيف بالمصطلحات التي هي من نسج أعداء الدين أصلا؟!!
والمشابهة في الظاهر تدعو إلى المشابهة في الباطن وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" [صحيح الجامع 6149] فكن على حذر.
قلت في تغريدة: (كل من ينتمي لجماعة دينية فهو متحزب وإن أنكر!!)
وأقول: عفا الله عنك!!
فهذا التعميم خاطئ وهو نابع عن تصور مغلوط لمعنى الحزبية!!
والواقع أن كل من نصَّب شخصًا غير النبي صلى الله عليه وسلم يوالي ويعادي على أقواله المجردة المخالفة للكتاب والسنة فهو الحزبي..
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم افتراق الأمم قبلنا وبين أن أمته ستفترق فقال: " وأمتي [أي: ستفترق] على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلا واحدة"
فقالوا: يا رسول الله وما هي؟
وفي رواية، فقيل له: من الواحدة؟
فقال: "ما أنا عليه وأصحابي" [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1 / 147(]
فهذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم للطريق القويم الذي يكفل لصحابه أن يلحق بتلك الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.
فإما أن تنتسب لها وتسير على نهجها أو تخالفها ليس هناك خيار ثالث!!
فهل يُعد من انتسب إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حزبيًا؟!
لا أظن عاقلًا يقول ذلك!!
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: " لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق. فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقًا.." مجموع الفتاوى (4 / 149(
ولعل تقريرك السابق هو الذي حملك على ادعاء (الاستقلالية!!) في قولك:
)الحمدلله الذي أنعم عليّ باستقلالية الفكر والمنهج، فلا أنتمي لأي حزب أو طائفة...)
وهذا أمر جد خطير!!
فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون" [رواه البخاري 7311]
وأنت تدعي الاستقلالية وتقول: لا أنتمي لطائفة!!
أخي وسيم..
ألا تدري بأن دين الله مبني على الاتباع وليس الابتداع؛ والله عزَّ وجل يقول: {وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيرًا} فسبيل المؤمنين هو سبيل الصحابة ومن اتبعهم بإحسان الذي أشار له النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرته لك آنفًا فراجعه تزدد علمًا وكن حذرًا فإن الذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصية..!!
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم!!"
ودعوى الاستقلالية هذه هي في ظني جعلتك تقول: أن (وراثة الفتوى هي أعظم مشكلة تواجهنا كمجتمع إسلامي)
وأقول: بل تصّدر أنصاف المتعلمين للفتوى على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي هي المشكلة الكبرى التي تواجهنا في العالم الإسلامي لقول الله تعالى لما عدَّ المحرمات: {..وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}، فما ظهرت الأقوال الشاذة ولا الانحرافات الفكرية إلا بسبب هذا التعجّل الذي دافعه الهوى!!
واعلم أن قولك "وراثة الفتوى هي المشكلة" فحواه التزهيد في العلماء السالفين بل والتشكيك فيهم!!
وصرف أنظار الناس عنهم لتخلوا الساحة بعد ذلك للعابثين!!
وإلا فما الحاجة لعملك ذلك الاستفتاء الذي تقول فيه: (هل تؤيد نقد ومراجعة الفتاوى المنتشرة؟!
لأن الناصح حقًا ينقد الأقوال المخالفة للحق بعدل وإنصاف ديانةً من باب "الدين النصيحة" ليس ما من باب: ما يطلبه المتابعون!!
وقد قال الإمام مالك: "ما منا من أحد إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر" وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
أما قولك: (فلا تأتي ترث الإسلام بأحكامه بفقهه بتقاليده وتأتي تعلمني إياه..أريد أنت بعقلك ماذا فهمت من الإسلام أن تفهمني وتعلمني إياه(
قلت: هذا لعمر الله من أعظم أسباب اختلاف الناس "وإعجاب كل ذي رأي برأيه" وتفرقهم {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}
فالعقول تختلف والأفهام تتفاوت فأنت لك فهم وأنا لي فهم وليس فهمك بأولى من فهمي وكذا العكس..فبأيهم نأخذ؟!!
ألا تعلم بأن أرباب التكفير -كداعش والنصرة والقاعدة وغيرهم- لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من الغلو في التكفير إلا لما استقلوا بأفهامهم عن فهم السلف الصالح وراحوا يفسرون النصوص بعقولهم؟!!
أليس في هذه الدعوى فتح باب شر على المسلمين؟!! 
اعلم أخي أن العصمة في اتباع فهم السلف الصالح من الصحابة الذين عاصروا التنزيل وعرفوا أسبابه وفهموا معانيه ومن أخذ عنهم من التابعين وتابعيهم أهل القرون المفضلة الذين خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية بقوله: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.." ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين فاتبعهم تكن من المهتدين.
أما قولك: (حرموا زراعة الكلى، حرموا التصوير...ثم تبدلت فتواهم...عذرا لسنا فئران لتجاربكم(
لا أدري أخي وسيم كيف نوفِّق بين هذا الكلام وكلامك الآخر: (أنا حاليا أنتقد كثيرا من آرائي في الماضي وأراها خاطئة...)!!
كيف تُشنِّع على أهل العلم إذا تغيرت آراؤهم في بعض المسائل الفقهية التي يسع فيها الخلاف وتعتذر لنفسك!!
ألا تعلم بأن تغير الفتوى في المسائل الاجتهادية التي لا نص فيها لا يُذم به صاحبه مالم يكن الحامل له على ذلك الهوى!!
فقد كان للإمام أحمد في بعض المسائل  قولان وأكثر وكذا الشافعي من قبله وبقية الأئمة الربانيين من بعدهم ولم يُذموا بذلك!!
بل عُدَّ ذلك من مناقبهم.
أما المتعالمون فتختلف أقوالهم بحسب أهوائهم ومصالحهم فهم محل للانتقاد.
ومن عجيب ما قرأته أنك تقول: (يخشون المرأة!
إن خرجت فتنة!
وإن عملت فتنة!
وإن تكلمت فتنة!
وإن تكحلت فتنة!
يا سيدي اعترف أنك ضعيف أمام المرأة وانتهى(
لا أدري كيف تجرأت على مثل هذا الكلام وأنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" [رواه البخاري 5096]
ألست أنت القائل: بـأن الماعز لو ألبس النقاب مع الكحل يصبح فتنة؟!
وهل نسيت قولك: أن (النبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر من فتنة النساء هذا في عصره ما كان يوجد بوتكس وموتكس....ومع هذا كان يحذر من فتنة النساء فكيف بعصرنا نحن(
ما الذي جرى لك يا رجل؟!!
ولعلمك هذه المسائل ليست من قبيل المسائل التي يدخلها الاجتهاد وتتبدل فيها الأقوال!!
أيعقل أن تقول متهكما: (نصف فتاوى المرأة من باب حماية الرجل منها!! وسد باب الذرائع!! إذا امنعوا الرجل من السفر..)
وأنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي أمته بقوله: "...فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" [رواه مسلم]
ولم تقتصر على ذلك بل صرت تنال ممن ينتقدك على ذلك وتصفه بالضعف، أو عنده فوبيا المرأة ووو...إلخ من العبارات التي سقوطها يغني عن إسقاطها.
عموما لن أطيل أكثر فما تقدم فيه كفاية ويحصل به المقصود وليكن في علمك أنني معك في حربك على الإخوان المفلسين وكل متطرف باسم الدين لكني لست معك في هذا الخلط الذي بينت لك بعضه فيما تقدم والمسلم مرآة أخيه..
ختاما أسأل الله أن ينور قلبك ويصلح حالك ويسددك في أقوالك وأفعالك إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه

حمد بن دلموج السويدي

الأربعاء، 29 يونيو 2016

الفتاوى الموروثة!!

لما يُعطى أنصاف المتعلمين أكبر من حجمهم وتُسخر الشاشات لعبثهم وجهلهم فستجدهم يقينًا يتصدّرون للفتوى في المسائل الكُبار التي لو عرضت الواحدة منها على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر!!
‏‏ولكن كما يقال: "حب الظهور يقصم الظهور"
فلما أعياهم طلب العلم وعجزوا عن أخذه على طريقة أهله ولم يصبروا عليه صاروا يقارعون أساطين العلم وينقدون فتاواهم بمحض عقولهم وضحالة فكرهم بحجة أن العقل لا يقبلها وأنها مجرد فتاوى موروثة!!
‏وما علموا بأن فتاوى العلماء (الموروثة) على حد زعمهم هي خيرٌ من فتاوى حدثاء الأسنان الذين باتوا يزاحمونهم بلا حياء وهم لمَّا يشموا رائحة العلم بعد!
يستشرفون لإثارة الناس ولفت الأنظار إليهم ولسان حالهم (يا أرض اشتدي ما على الأرض أحد قدي)!!
وصدق من قال:
إن البغاث بأرضنا تستنسر!!
فلما سُخر الإعلام لأمثال هؤلاء ضعفت هيبة العلم والعلماء في قلوب الناس وأُخذ العلم من غير أهله، وانتشرت الآراء الشاذة بل صار البعض يحشد لها الأدلة لينال بذلك الصدارة في فوضى علمية خلّاقة كلٌ يغني على ليلاه!!
فأين نحن من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " العلماء ورثة الأنبياء.."
وقوله: "البركة مع أكابركم"
حقا إنها سنوات خداعة أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة
قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" 
فيا أيها المسلم لا تجعل دينك عرضة لعبث هؤلاء الصغار والزم غرز العلماء فإن البركة مع أكابركم.
✍بقلم/
حمد دلموج السويدي

الخميس، 23 يونيو 2016

نظرة في واقع بعض المغردين..

لو أنعمت النظر في واقع المغردين لخلصت إلى أن أهل الحق مواقفهم ثابتة وطريقتهم واحدة..
‏أما أهل الأهواء -على اختلاف مذاهبهم وتعدد مشاربهم- فيتلونون كما تتلون الحرباء..
أعياهم حب التصدر والشهرة،
فأوقعهم في مناقضة العقل وصريح الفطرة، 
عداؤهم لأهل العقيدة والدين ظاهر..
وموالاتهم للمتردية والنطيحة بان للناظر،
يصفون (المتردية=المبتدعة) بالوسطية!!
ويتغنون بالمدح والثناء على (النطيحة=الليبرالية)
ويصفون أهل الحق بالمتشددة وغيرها من الألفاظ الخبيثة المتجددة!!
لا يعي أحدهم ما يخرج من تخاريف رأسه!!
ولا يُحسن أفهمهم خط سطرٍ بلا خطأ في رسمه!!
تجد سفيههم -وجلهم سفهاء- يصنّف الناس بهواه..
ثم يتباكى وا أسفاه!! 
وا أسفاه!!
منذ متى صرنا نصنِّف بعضنا بعضا!!
ولصالح من أكل بعضنا بعضا؟!
فأقف متعجبًا من تناقضه!!
متمثلا قول الحكمة في أصدق وصف له:
رمتني بدائها وانسلت!!
فلا‏ يستفزنَّك يا طالب الحق أهل الأهواء بذمهم أو مدحهم!!
‏فالمتردية لا تثني إلا على النطيحة..ولا تذم إلا الصحيحة..
وخذ بنصيحة الشافعي حيث قال:
والصمت عن جاهل أو أحمق شرفٌ
وفيه أيضًا لصون العرض إصلاحُ
‏فالعبرة بالمواقف الثابتة المشرِّفة وليست بمجرد الشعارات الخاوية المزيفة التي بات يتغنى بها ظاهرًا هؤلاء..!!
ولو منع السفهاء من استخدام (تويتر) لانتهت تلك المهاترات التي يتباكى عليها الحمقى والمغفلون وهم من قدح زنادها!!
فأنصح العقلاء بتجاهل السفهاء في (تويتر) وغيره؛ شفقة عليهم لأن جدالهم يشعرهم بأن لهم قيمةً وتأثيرًا في المجتمع ويظن أبلدهم أنه شيء وهو ليس بشيء بل الواقع أنهم كومة من الجهل وزبالات الأفكار..ممزوجة بالهوى..
ولله در القائل:  
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخر.. مثقالٌ بدينار
‏وختامًا أذكركم والذكرى تنفع المؤمنين بقول الحق المتين: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ}
✍بقلم/
حمد بن دلموج السويدي