الخميس، 29 سبتمبر 2016

💥ردًا على الحربي والجفري..

‏الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي -رحمه الله- من أفضل ما كتب في باب التوحيد بشهادة العلماء ولا يُشكك فيه إلا جاهل لا يدري ما حواه واشتمل عليه من المسائل والدلائل
أو صاحب هوى يحاول صد الناس عنه؛ لأجل المحافظة على شركياته وضلاله، وربما جُند بعضهم من قبل أعداء الملة من حيث يعلم أو لا يعلم؛ وإلا فالشيخ -رحمه الله- لم يأت بجديد، وإنما جمع في طيات كتابه الآيات والأحاديث التي تتكلَّم في التوحيد، ورتبها على أبواب كما صنع البخاري -رحمه الله- في كتابه الصحيح، وذيل تلك الأبواب بمسائل تكشف مكنون تلك الدلائل،
‏فترويج ممدوح الحربي ومن قبله علي الجفري أن داعشًا تعتمد هذا الكتاب في مناهجها وتلميحهم أنه سبب ضلالها ما هو إلا محاولة فاشلة منهما للطعن في عقيدة التوحيد الوسطية التي تناقلها الأئمة خلفًا عن سلف، وتحميلها ما لا تحتمله ولا تقرُّهُ من الغلو والتطرُّفِ الذي عند داعش وأخواتها!!
على أنني أقول: أنه لا يلزم من إقرار داعش لكتاب التوحيد في مناهجها (إن صح الخبر) أن يكون الكتاب فيه ضلال فضلاً عن أن يكون هو مصدر ضلالها كما يُروِّج له هذان!
‏ناهيك أن داعشًا تستدل بالقرآن بل تجعله مصدرها الأساسي فهل يجرؤ أحدٌ على الطعن في القرآن؛ بحجة أن داعشًا تعتمد عليه؟!
لا أظن عاقلاً يقول ذلك فضلاً عن مسلم..!!
‏وإذا كان كلام الله لم يسلم من تأويله وتفسيره على غير مراده!! من قبل أهل البدع والأهواء على اختلاف مذاهبهم وتنوع مشاربهم فما بالك بكتاب لبشر؟!
فأنا أدعو كل مسلم لاقتناء الكتاب والنظر فيه وفي بعض شروحاته قبل أن يصد الناس عن الحق بترديد كلام المضلين في الطعن في الكتاب كما تردد البغبغاء العجماء كل ما تسمعه..
وليعلم المسلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة وليحذر من اتباع الهوى فإن الله يقول:{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَٰهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ}.

✍ كتبه/
حمد بن دلموج السويدي

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

انتبه ولا تغتر بالدعاوى الفارغة!!

الإسلام منهج حياة متكامل يصلح لكل زمان ومكان ولكنَّ جهل بعض المسلمين بشموليته حملهم على الدعوة لفصل الدين عن السياسة لأجل صيانة الدين زعموا!!
‏محتجين على ذلك بفشل الإخوان المسلمين السياسي لما وصلوا لسدة الحكم في مصر الحبيبة!!
‏وجهلوا أو تجاهلوا أن الإخوان لا يمثلون الإسلام أصلا!!
‏إنما هم يمثلون حزبهم وأفكارهم الضالة التي وضع أسها حسن البنا وزادها خسة وضلالا من بعده سيد قطب!!
‏فأي تشويه للإسلام حينما يلمح بل ويصرح بعض المسلمين بأن الدين يجب أن يفصل عن السياسة لعدم مناسبته للأوضاع الراهنة!!
قال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - :
والدين الإسلامي جاء بالخير والصلاح الدنيوي والأخروي، وهو صالح لكل زمان ومكان" فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ " ( 6 / 45 )
 وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله- : ودينه هو الإسلام وهو صالح لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ( 9 / 200 ) .
وقال الشيخ العثيمين - رحمه الله- : " والدين الإسلامي - بحمد الله تعالى - متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة متميز عليها بكونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة ، ومعنى كونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة : أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان وأمة " شرح ثلاثة الأصول ( ص 45 ). 
‏وإن تعجب فعجب قول من يعد (الاقتداء بالسلف الصالح) و (الإيمان بأن الدين منهج للحياة)
‏⬅️ مذمة!!
‏⬅️ وأنها سمة خاصة بالإخوان المفلسين ومن على شاكلتهم من الجماعات السياسية!!!
فلا أدري  متى ‏صار الاقتداء بالسلف الصالح مذمة؟!
وهم من وصانا النبي ﷺ بالاقتداء بهم فقال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"
وبيّنَ فضلهم بقوله: "خير الناس قرني.." وجعل النجاة في اتباع هديهم فقال في وصف الفرقة الناجية: "..من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي"
‏بل حذرنا المولى من مخالفة سبيلهم فقال: { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا }
‏أبعد هذا يصير اتباعهم مذمة؟!!
‏أم أن صاحب تلك المقالة أحق بالمذمة؟!
على أنني أقول بأن إدعاء أن الإخوان وبقية المذاهب السياسية تنطلق من هذه الأسس هي مجرد دعوى فارغة لا حقيقة لها على أرض الواقع، ولو اتبع الإخوان المسلمون سبيل السلف لما ضلوا الطريق ولما أحدثوا تلك الفتن التي عمت بلاد المسلمين باسم الربيع العربي!!
 فالقول بأن (الدعوة لاتباع السلف) و(اعتقاد بأن الدين منهج حياة) من منطلقات الجماعات السياسية حقيقته الطعن في منهج السلف الصالح الذي يمثل الإسلام العتيق الذي كان عليه محمد ﷺ وأصحابه بعيدًا عن الغلو والتطرف والجفاء والتخلف..فلا تغتر بتلك الدعاوى الفارغة واعلم أن الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف والله وحده الهادي إلى سبيل الرشاد..

✍ كتبه/

حمد بن دلموج السويدي

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

خاطرة..


‏خاطرة..
قلت لأحدهم: لا تتكلم في مسألة الفرق والجماعات؛ لأنك لست متخصصًا في هذا الباب
‏فرد عليَّ آخر: أترك عنك الغرور والكبر وتواضع للناس!!
‏ثم قال: يا معشر الدعاة والمشايخ وطلاب العلم الديني، اتركوا عنكم الغرور وتذكروا أنكم شركاؤنا في هذا الدين لا أوصياء عليه!!
أقول وبكل أسف: هذا الداء قد استشرى عند فئام من الشباب اليوم!!
‏يسيؤون الظن بطلبة العلم والمشايخ؛ لأنهم لا يطابقون أهواءهم!
‏في الوقت الذي تجدهم يتولون بعض من يتكلم في الدين بجهل مطبق وفلسلفة مفضوحة! 
و‏لو أحسن هؤلاء الظن بأهل العلم وطلابه وأصلحوا نياتهم وأعملوا عقولهم وتجردوا عن حظوظ أنفسهم وأهوائهم لكان أهل العلم وطلابه أحب الناس لقلوبهم أتدرون لماذا؟
‏لأن أهل العلم وطلابه هم مصابيح الهدى التي تنير لهم دروب الخير وتدلهم عليها في وسط ظلمات الجهل في الدين وغياهب الهوى التي سادت في أوساط كثير من العالمين!!
فما أحسن أثر أهل العلم وطلابه على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم..!!
‏يتعلمون العلم الشرعي ويبذلون فيه مهجهم ويقضون فيه جل أوقاتهم ليرفعوا الجهل عن أنفسهم ويرفعوه عن غيرهم..
ولا يرجون من أحد الثناء ولا يطلبون إلا من الباري الثواب والجزاء..
‏فحق علينا إكرامهم والثناء والدعاء لهم لا سبهم وشتمهم ورميهم بالتهم الجائرة كما هو مشاهد اليوم!!
‏فأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ويرشدهم للحق المبين..

✍كتبها/
حمد بن دلموج السويدي