السبت، 7 يناير 2017

الإرهاب الفكري


‏لا أتعجب من كذب بعض الكُتاب والصحفيين لا سيما إن صار سمة لهم في الخصومة،
‏لكن العجب كل العجب أن يكذب الواحد منهم ويصدق كذبته!!
‏ثم يصدرها لوسائل الإعلام!!
‏وتعظم المصيبة إن كانت تلك الكذبة تمس أمن المجتمع وأمانه وتبعث الرعب في نفوس الآمنين؛
فإشاعة الأكاذيب المختلقة في المجتمع الآمن بوجود عدو محدقٍ ويتربص بنا الدوائر وله أجندة وجمعية وأعضاء وتكفير ووو...إلخ ما هو إلا ضرب من الإرهاب الفكري الذي بات يمارسه من عُدم الأمانة وصار يسعى في نشر الفوضى والفتنة وضرب نسيج الوحدة من حيث يشعر أو لا يشعر!!
وقد نهى النبي ﷺ عن ترويع الآمنين فقال: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا " [رواه أبوداود 5004]
وهذا أخي الكريم قاله النبي ﷺ تعليقًا على فعل بعض أصحابه -رضي الله عنهم- لما أخذوا نبل رجل نائمٍ فقام فزعًا لفقده فضحك الصحابة وأعطوه نبله!
فكيف بمن يبث الرعب في وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر) عن وجود عدو جديد يسير على نهج وكيد الإخوان المسلمين؟!
فكيف إذا صُدِّرَ هذا الترويع للجرائد؟!!
فكيف إذا عقدت له لقاءات عبر الإذاعات؟!!
لا شك أن هذا الأمر جد خطير ويبعث على الفوضى والعشوائية ويهيج الرأي العام!! 
‏الأمر الذي يتنافى مع سياسة دولتنا الفتية الإمارات التي ترفض العشوائية بكل أشكالها وأصنافها!!
كنت أظن قديما أن الكاتب أو الصحفي دوره ينتهي عند نقل الخبر وما إليه!!
‏لكن يظهر أن نظرتي كانت خاطئة!!
فبعض الصحفيين اليوم صار يتقمص شخصيات متعددة!
فتارة يتكلم كأنه وزير داخلية،
وتارة كمفتي الشؤون الإسلامية،
وتارة كمحقق في الأمن ويدلي بمعلومات خطيرة..وتارة يتكلم باسمهم جميعًا!!
وهذا أمر يدعو إلى الاستغراب حقيقة!!
فلم يعد بعض أرباب الصحافة يحترم التخصصات! الأمر الذي يحتاج إلى وقفة بل وقفات من الجهات المختصة لعلاجه!!
‏وأختم بالتنبيه على قضية مهمة -خصوصًا في هذه الأيام- تقطع الطريق على كل من تسول له نفسه عقد بيعات لغير ولاة الأمر وهي: تقرير وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في المنشط والمكره ونبذ كل التحزبات والبيعات لغيرهم!!
‏فهذه العقيدة لا تخدم الحرية المطلقة التي يحلم بها بعض دعاة التحرر والعقلانية!!
وتبطل البيعات التي تعقدها الطوائف الطرقية ووجههم الآخر!!
فجميع الطوائف المنحرفة فكريًا سواء الدينية أو اللادينية تضيق ذرعًا بذكرها وتخنس عند تقريرها..ونحن في وقت أحوج ما نكون فيه لبث هذه العقيدة الراسخة في المناهج الدراسية والصحف والمجلات والقنوات الرسمية بدلا من نشر الشائعات.
✍️ بقلم/
حمد بن دلموج السويدي