الأربعاء، 29 يونيو 2016

الفتاوى الموروثة!!

لما يُعطى أنصاف المتعلمين أكبر من حجمهم وتُسخر الشاشات لعبثهم وجهلهم فستجدهم يقينًا يتصدّرون للفتوى في المسائل الكُبار التي لو عرضت الواحدة منها على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر!!
‏‏ولكن كما يقال: "حب الظهور يقصم الظهور"
فلما أعياهم طلب العلم وعجزوا عن أخذه على طريقة أهله ولم يصبروا عليه صاروا يقارعون أساطين العلم وينقدون فتاواهم بمحض عقولهم وضحالة فكرهم بحجة أن العقل لا يقبلها وأنها مجرد فتاوى موروثة!!
‏وما علموا بأن فتاوى العلماء (الموروثة) على حد زعمهم هي خيرٌ من فتاوى حدثاء الأسنان الذين باتوا يزاحمونهم بلا حياء وهم لمَّا يشموا رائحة العلم بعد!
يستشرفون لإثارة الناس ولفت الأنظار إليهم ولسان حالهم (يا أرض اشتدي ما على الأرض أحد قدي)!!
وصدق من قال:
إن البغاث بأرضنا تستنسر!!
فلما سُخر الإعلام لأمثال هؤلاء ضعفت هيبة العلم والعلماء في قلوب الناس وأُخذ العلم من غير أهله، وانتشرت الآراء الشاذة بل صار البعض يحشد لها الأدلة لينال بذلك الصدارة في فوضى علمية خلّاقة كلٌ يغني على ليلاه!!
فأين نحن من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " العلماء ورثة الأنبياء.."
وقوله: "البركة مع أكابركم"
حقا إنها سنوات خداعة أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة
قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" 
فيا أيها المسلم لا تجعل دينك عرضة لعبث هؤلاء الصغار والزم غرز العلماء فإن البركة مع أكابركم.
✍بقلم/
حمد دلموج السويدي

الخميس، 23 يونيو 2016

نظرة في واقع بعض المغردين..

لو أنعمت النظر في واقع المغردين لخلصت إلى أن أهل الحق مواقفهم ثابتة وطريقتهم واحدة..
‏أما أهل الأهواء -على اختلاف مذاهبهم وتعدد مشاربهم- فيتلونون كما تتلون الحرباء..
أعياهم حب التصدر والشهرة،
فأوقعهم في مناقضة العقل وصريح الفطرة، 
عداؤهم لأهل العقيدة والدين ظاهر..
وموالاتهم للمتردية والنطيحة بان للناظر،
يصفون (المتردية=المبتدعة) بالوسطية!!
ويتغنون بالمدح والثناء على (النطيحة=الليبرالية)
ويصفون أهل الحق بالمتشددة وغيرها من الألفاظ الخبيثة المتجددة!!
لا يعي أحدهم ما يخرج من تخاريف رأسه!!
ولا يُحسن أفهمهم خط سطرٍ بلا خطأ في رسمه!!
تجد سفيههم -وجلهم سفهاء- يصنّف الناس بهواه..
ثم يتباكى وا أسفاه!! 
وا أسفاه!!
منذ متى صرنا نصنِّف بعضنا بعضا!!
ولصالح من أكل بعضنا بعضا؟!
فأقف متعجبًا من تناقضه!!
متمثلا قول الحكمة في أصدق وصف له:
رمتني بدائها وانسلت!!
فلا‏ يستفزنَّك يا طالب الحق أهل الأهواء بذمهم أو مدحهم!!
‏فالمتردية لا تثني إلا على النطيحة..ولا تذم إلا الصحيحة..
وخذ بنصيحة الشافعي حيث قال:
والصمت عن جاهل أو أحمق شرفٌ
وفيه أيضًا لصون العرض إصلاحُ
‏فالعبرة بالمواقف الثابتة المشرِّفة وليست بمجرد الشعارات الخاوية المزيفة التي بات يتغنى بها ظاهرًا هؤلاء..!!
ولو منع السفهاء من استخدام (تويتر) لانتهت تلك المهاترات التي يتباكى عليها الحمقى والمغفلون وهم من قدح زنادها!!
فأنصح العقلاء بتجاهل السفهاء في (تويتر) وغيره؛ شفقة عليهم لأن جدالهم يشعرهم بأن لهم قيمةً وتأثيرًا في المجتمع ويظن أبلدهم أنه شيء وهو ليس بشيء بل الواقع أنهم كومة من الجهل وزبالات الأفكار..ممزوجة بالهوى..
ولله در القائل:  
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخر.. مثقالٌ بدينار
‏وختامًا أذكركم والذكرى تنفع المؤمنين بقول الحق المتين: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ}
✍بقلم/
حمد بن دلموج السويدي