السبت، 9 سبتمبر 2017

حقًا إنه زمن تبديل الجلود!!

والله إنها لمصيبة عندما يُصَّدرُ المجرم الحقيقي للناس على أنه حمامة السلام!!
‏ولكننا على يقين بأن مكرهم الكبّار مآله إلى الخزي والبوار لقول الواحد القهار: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
‏إنه لزمن العجائب!!
يصدَّق فيه الكاذب!!
ويكذَّب فيه الصادق!!
ويؤتمن فيه الخائن!!
ويخوَّن فيه الأمين!!
نعم إنها السنوات الخداعات التي أخبر عنها محمدٌ ﷺ..
تجد من شابت لحيته في دعم الإرهاب!
والتحزب!
والانخراط في التنظيمات (الإخونجية)
وبين عشية وضحاها إذ به يصبح داعية التسامح الأوحد في زمانه!!
وقطب رحى الوسطية الأعظم في مكانه!!
‏هكذا من غير مقدمات!!
أو تبرؤ مما كان وفات!!
ولربما اعترض عليَّ البعض قائلا: لعله تاب..!!
‏فأقول كما قال ربنا جل وعلا في محكم التنزيل: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
‏فأين البيان لخطر تلك التنظيمات الحزبية من قبله؟!
ولِمَ عجز لسانه عن نقد أفكار تلك الفئة الباغية (الإخونجية)؟! 
‏ثم يأتينا متسترًا بثوب الوسطية والتسامح!
وينتهك حرمة الإسلام ويصف علاقته بغيره من الأديان بأنها علاقة تكاملية!!
‏أي: يكمل بعضها بعض!!!
فأقول: بئست العقيدة تلك التي نطق بها!
فإن الله يقول: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}  ويقول: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الْإِسْلَامُ}
‏ويقول ﷺ: " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار "رواه مسلم
‏فهل يسوغ لعاقل بعد هذه النصوص المحكمة أن يقول: علاقة ديننا بغيره علاقة تكاملية!!
أو أنه يصدِّق تلك الأديان!!
‏فضلا عن أن يُستدل بقوله تعالى: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } على أنه إقرار لها!!
‏فهذه السورة (سورة الكافرون) هي سورة البراءة من الشرك!
قال ﷺ: " اقرأْ قُلْ يَا أيُّهَا الكَافِرُونَ عند منامِك، فإنها براءةٌ من الشركِ " [صحيح الجامع 1161]
وديننا أجل وأكرم من أن يقرَّ بشرعية الشرك!
بل لم يبعث الله عزَّ وجلَّ الأنبياء إلا لبيان التوحيد ونقض عُرى الشرك فكيف صار يصدقه؟!
لكن من نشأ على التطرف منذ نعومة أظفاره واقتات عليه لا يُستغرب منه مثل تلك المغالطات؛ وذلك لعجزه عن إدراك سماحة هذا الدين -وعدم إكراه الناس عليه-
فتجده لجهله يهدم أسس الدين وأركانه وينتهك حرمته باسم التسامح ليغطي جلده الأصلي!!
ومثله حري أن لا يدرك بأن ثمة فرق بين التعايش وحفظ الحقوق والالتزام بالعهود والمواثيق -التي هي من أبجديات ديننا الحنيف- وبين الانبطاح وهدم أسس العقيدة الإسلامية السمحة؛ لأجل إرضاء من أخبر المولى تعالى بأنهم لن يرضوا عنا إلا باتباع ملتهم: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}
فالهدى هدى الله والعزة لله {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} ومن ابتغى العزة بغير طريق رسول الله ﷺ أذله الله..
✍️ بقلم/
حمد بن دلموج السويدي