الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

أحكام العشر من ذي الحجة



أحكام العشر من ذي الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فهذه نبذة مختصرة في فضل العشر من ذي الحجة وما يستحب فيها, اسأل الله أن ينفع بها الجميع.
(فضل العشر من ذي الحجة)
¤ إن مما يدل على فضل هذه الأيام المباركة, قسم المولى -عز وجل- بها في قوله( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) قال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة.
¤ وقال صلى الله عليه وسلم"ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟"
قالوا: ولا الجهاد؟
قال: "ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء" [رواه البخاري:969]
¤ وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد "[رواه أحمد 2 / 75]

(أيهما أفضل العشر من ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان)
¤ قال المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي.
(ما يستحب فعله في هذه الأيام)
1- أداء مناسك الحج والعمرة: وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " متفق عليه.
2- الصلاة : يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات، فعن ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة" [رواه مسلم : 225]
وهذا عام في كل وقت ويتأكد في مثل هذه الأيام.
3- الصيام : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" [رواه الإمام أحمد 5/271].
4- التكبير والتهليل والتحميد : لما ورد في حديث ابن عمر "...فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " [رواه أحمد 2/75].
(صيغة التكبير)
¤ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صفة معينة في التكبير، وإنما ثبت عن صحابته رضي الله عنهم في ذلك عدة صفات:
الصفة الأولى: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا) رواها البيهقي في الكبرى (3/316) عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.
¤ الصفة الثانية: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) رواها ابن أبي شيبة في المصنف (5633) عن ابن مسعود رضي الله عنه.
¤ الصفة الثالثة: (الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد)
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (5646) عن ابن عباس رضي الله عنه.
¤ والسنة رفع الصوت بها كما جاء عن عمر رضي الله عنه أنه كان" يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا" ذكره البخاري في كتاب العيدين.
(التكبير الجماعي)
¤ التكبير الجماعي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف فلذلك عده بعض أهل العلم من البدع.
(صيام يوم عرفة)
¤ قال صلى الله عليه وسلم "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " [رواه مسلم :196]
(صيام عرفة للحاج)
¤ لا يستحب للحاج الصيام في عرفة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً.

* تنبيه مهم:
¤ هذه الأيام مباركة, وهي أفضل أيام السنة, والعبادة فيها أعظم من غيرها, فيستحب فيها الإكثار من العبادات مثل الصلاة والصوم والصدقة وغيرها,,,
وبعض الناس استشكل نفي عائشة رضي الله عنها لصوم النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأيام,
 فنقول: ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه صام التسع أيام من ذي الحجة كما في حديث حفصة رضي الله عنها،  وأما نفي عائشة رضي الله عنها فمحمول على أنها نسيت، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومها أحيانا ويتركها أحيانا، بهذا نجمع ما بين الحديثين فحفصة حدثت بما رأت وعائشة حدثت بما رأت أو أنها نسيت هكذا جمع بينهما بعض أهل العلم، وعموما الصوم فيها مشروع لقوله صلى الله عليه وسلم (ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) [رواه أحمد]
فلا ينبغي أن يصد الناس عن صومها لدخولها في عموم الحديث السابق وبالله التوفيق.