الاثنين، 30 ديسمبر 2013

رسالة إلى بنات حواء ونصيحة للأولياء



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه ومن والاه أما بعد:
فمنذ ظهور العباءات المزركشة والملونة وأهل العلم يحذرون منها ويحرمون إرتداءها سواء كانت الزينة فيها قليلة أم كثيرة!!
ولكن للأسف أصبحت العباءة اليوم -عند الكثيرات- يقصد بها الزينة فحسب!!
لا علاقة لها بالستر البتة!!
وهي أشبه ما تكون بفساتين الأفراح!!
ومثل هذه العباءة في الحقيقة تحتاج لعباءة أخرى لتسترها!!
إذ لا يخفى على كل ذي عقل رشيد أن هذا النوع من العباءات خلاف مقصود الشارع الحكيم من الأمر بالستر وحث المؤمنات عليه، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]
قال العلامة السعدي -رحمه الله-
في تفسير هذه الآية :"يرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن لستر وجوههن وصدورهن ورؤوسهن.." انتهى.
وقد ابتلينا مؤخرًا بظاهرة مقيتة انتشرت في أوساط كثير من البنات بل وحتى الأمهات!!
ألا وهي توسيع أكمام العباءة بحيث تُكشف اليد إلى المرفقين لأدنى حركة وربما بلغت حتى الإبطين!!
وكأنها ليس بعورة!!
فيالها من غفلة!!
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان" [صحيح الترغيب ٣٤٦]
ألا فاتقين الله يا معشر النساء، واعلمن أن هذا الفعل يوجب غضب الجبار ومقته!!
فكيف تهنأ من هذا حالها!!
والإثم لاينفك عنها بسبب لباسها!!
ألا تخاف أن يختم لها وهي مصرة عليها!!
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "...الأعمال بالخواتيم" [رواه البخاري 6607]
ويعظم البلاء إن صارت الواحدة قدوة للغافلات في الشر!!
فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "...ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " [رواه مسلم 2674]
والدعوة لا تقتصر على اللسان فقط، بل يدخل فيها الفعل، فقد تكون الدعوة بمجرد الفعل أبلغ من القول فهلا تنبهتِ لذلك!!
ومن المفاهيم المغلوطة حصر مفهوم الحجاب على ستر الشعر فقط!!
وهذا الفهم السقيم قد عم فئاما من النساء؛ لذا تجد الواحدة منهن تجتهد في تغطية شعرها، ولا تبالي بعد ذلك فيما بقي من جسدها!!
فترتدي أضيق الملابس، بل ربما القصير منها وتعد نفسها محجبة بذلك!!
وأنا أسأل سؤالا لعله يوصل إلى فهم المقصود:
أيُّ الفتنتين أعظم: أهي الفتنة بالشعر أم بالجسد؟!
أظنها وصلت..
ولا ينقطع عجبي من غياب دور بعض الآباء والأزواج!!
وكأنهم عميان لا يبصرون!!
ولكن من تدبر قوله تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]، علم أن العمى الحقيقي هو عمى القلب والبصيرة عن إدراك الحق والإعتبار!!
وهذا يورث الغفلة والعار!!
واتباع الهوى وسلوك طريق الردى والبوار!!
فكم من أب وأم ضيعوا بناتهم بسبب الغفلة!!
وحججهم الواهية: "لازالت صغيرة، أو أخشى أن تتعقَّد أو أتركوها حتى تقتنع بنفسها...الخ"
وما علموا أن من شب على شيء شاب عليه، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- : "والصبي وإن لم يكن مكلفا فوليه مكلف، لا يحل له تمكينه من المحرم، فإنه يعتاده ويعسر فطامه عنه " [تحفة المولود ص404]
وقال في موضع آخر: "..وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه.." [تحفة المولود  ص387]
قلت: ولاشك أن الحجاب الشرعي من أوجب تلك الفرائض على المرأة فإلى متى الغفلة أيها الآباء؟!
فأسأل المولى أن ينور البصائر ويحيي القلوب.
وليعلم الآباء والأزواج أنهم موقوفون بين يدي الله يوم القيامة فسائلهم عمن استرعاهم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته!!
قال صلى الله عليه وسلم "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" [رواه مسلم 142].
ومن أعظم الغش أن يترك الآباء والأزواج الحبل على الغارب للنساء في أمور اللباس خاصة، فلا يأمرهم ولا ينهاهم والله المستعان.
وختاما أسأل الله أن يصلح أحوال أخواتنا وأن يمن عليهن بالحجاب الشرعي، وأن يختم لنا بالصالحات أعمالنا والحمد لله رب العالمين.
كتبه أخوكم/
حمد بن دلموج السويدي
26/ صفر/1435 هـ

 

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

نصيحة أخوية في زمن الغربة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فهذه كلماتٌ يسيرة كتبتها نصيحة لنفسي ولإخواني من طلبة العلم ممن تشاغلوا وانشغلوا عن التأصيل العلمي والدعوي، وشغلوا جل أوقاتهم في تتبع الردود والأقاويل، فصارت مجالس كثير منهم من أولها إلى آخرها في هذا الباب فقط، وواقع بعض المجموعات الدعوية (الوات ساب وغيره) واقعٌ مرير، من غياب للحكمة، وإلغاء لمبدأ الرحمة، والمسارعة في التهمة وغير ذلك من الآفات الضارة!!
وهذا لا شك أنه خلاف المقصود من هذا الباب العظيم، وخلاف ما عليه العلماء قديمًا وحديثًا..
ولا تظن أيها القارىء أني أزهِّد في باب الجرح والنقد المشروع!!
فشأنه عظيم وتضييعه هو في الحقيقة تضييع للدين، ولذلك قال ابن سيرين: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"..
ولكن لا بد أن يُعلم أن باب الردود والجرح هو باب من أبواب العلم وليس هو العلم كله!!
وحري بطالب العلم أن يشتغل بالتأصيل العلمي على ما قرره أهل العلم من التدرج في العلوم، ويدع الردود لأهلها؛ فهذا الباب لا يصلح الكلام فيه إلا من خواص أهل العلم وطلابه الحذاق الذين تنطبق عليهم شروطه..
وحري بالمبتدئ أو غير المؤهل ألا يُقحم نفسه فيما لا يحسنه ولا ينشئ الكلام والتحذير من تلقاء نفسه!!
بل الواجب عليه أن ينقل كلام أهل العلم من دون أن يزيد فيه أو ينقص أو يتكلف تأويله بما يوافق مراده وهواه أو أن يصحب النقل بالاستهزاء فإن هذا محرم ولو كان المحذر منه من أئمة الضلال!!
ووقتك يا مسلم اصرفه في الأوجب والأنفع لدينك ونفسك..
وقد قيل لمالك بن أنس رحمه الله: ما تقول في طلب العلم؟
قال: حسن جميل، ولكن انظر إلى الذي يلزمك من حين تُصبح إلى حين تمسي فالزمه. [صفة الصفوة ٢ / ٥٠٤]
وقد يقول قائل: ما هو موقف طالب العلم من من هذه الردود؟
فأقول: موقفه بحسب ما استبان له من كلام أهل العلم ومن معرفته بحال المتكلم فيه وهل ما نُقل عنه صحيح أم لا؟ بعيدًا عن العواطف والمجاملات!!
وليتق الله في هذا الباب، ولا يحمِّل نفسه ما لا تطيقه يوم القيامة من الخوض في أعراض أهل العلم أو حتى غيرهم بالهوى والتشفي بعيدًا عن المقصد الأساسي وهو النصيحة لله، وقلَّ من يسلم له ذلك، فالواجب الحذر..
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له، والشفقة عليه، والغيرة له؛ وعليه فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورأفة، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه، والإحسان إلى خلقه" [كتاب الروح ٤٤٢]
وهذه المسائل ينبغي أن يكون الناظر فيها منصفًا لاسيما في الخلاف الدائر بين دعاة السنة أنفسهم (بين مجرِّح ومعدل)، وألا يُلزم أحد الآخر بقبول ما يعتقده صوابًا؛ فهذه المسائل اجتهادية، والدليل هو الفيصل فيها لا الأشخاص!!
ولا يُفهم من كلامي أن أهل العلم الذي تكلموا في بعض إخوانهم ليس عندهم إنصاف!!
حاشا وكلا!!
ولكن غالب ما يحدث الآن من التحريش بين أهل العلم من جراء نقل الكلمات التي قيلت في مجالس خاصة وفي ظروف معينة، أو انتزعت من سياقها وفصلت عن سباقها ولحاقها أو نقلت بالمعنى الذي فهمه الناقل مما قد يحيل المعنى فيقع التحريف من هذه الجهة ولربما صاحب ذلك سوء نية، أو أيدٍ مندسة خفية!!
أو غير ذلك..
فتعظم المصيبة ويا لها من بلية!!
وصدق من قال:
وما آفة الأخبار إلا رواتها..
فأوصي نفسي وإخواني من طلبة العلم بحسن الظن بإخوانهم، وأن يتجنبوا الطعن في نية كل من خالفهم من إخوانهم أو رميهم بإتباع الهوى؛ فلعل ما تظنه اليوم حقًا وتنافح عنه يستبين لك بعد مدة أنه خلافه،
ليس ذلك لاختلاف الأصول ولكن التنزيل؛ فالأصول ثوابت، وأما التنزيل فهو محل اجتهاد ونظر، فقد يكون صوابًا وقد يكون خطأ، وما وسع العلماء يسع من بعدهم!!
وأعلم أن العلماء في ذلك بين أجر وأجرين، وما عداهم إن سلم من الإثم فليحمد الله.
وأختم بكلام عظيم النفع للخطيب البغدادي في كتابه المتفق والمفترق (١/ ١١١) في ذكر الخلاف في شيخ مالك هل هو عبدالملك بن قرير أو عبدالملك بن قريب قال:
" فإذا كان يحيى بن معين لم يسلم من الوهم مع ثبوت قدمه في هذا العلم لأدنى شبهة دخلت عليه من قبل كلام وقع إليه فكيف يكون حال من هو دونه"
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.

وكتبه أخوكم/
حمد بن دلموج السويدي
21/ صفر / 1435

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

عمل بسيط تكسب به أجورا عظيمة لطالما ضيعناها


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين وعلى آله وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فما منا من أحد إلا وله أسرة يعيلها ويقوم بشؤونها بصفة دائمة، فهل فكَّر أحدنا حال إنفاقه على عائلته أن يحتسبها عند ربه فتكون له صدقة؟!

روى البخاري في صحيحه (٥٣) عن أبي مسعود عن النبي ﷺ أنه قال: "إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ ‏ ‏يَحْتَسِبُهَا ‏ ‏فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ"

(إذا أنفق الرجل على أهله) أي زوجته وأقاربه،
(نفقة) قليلة كانت أم كثيرة، ولو شراء كيس خبز مثلا،
(يحتسبها) قال الحافظ:" المراد بالاحتساب القصد إلى طلب الأجر"، وأفاد قوله (يحتسبها) أن الغافل عن نية التقرُّب لا تكون له صدقة،
قال القرطبي: أفاد منطوقه أن الأجر في الإنفاق إنما يحصل بقصد القربة سواء كانت واجبة أو مباحة وأفاد مفهومه أن من لم يقصد القربة لم يؤجر لكن تبرأ ذمته من النفقة الواجبة. [فتح الباري ١/ ١٣٦]
(فهو له صدقة) أي يثاب عليها كالصدقة في ترتب الثواب عليهما.

فهذا الحديث فيه الحث على الإخلاص وإحضار النية في كل عمل ظاهر أو خفي.
[فيض القدير (١/ ٣٠٦) بحذف وإضافة]

فكم هي الآلاف التي أنفقت من دون احتساب؟!!
ينفق الرجل سنين طويلة ولا يخطر بباله احتسابها، بل تجده يتمنن على أهله بها!!

فكم ضيعنا من الأجور بسبب غفلتنا عن استحضار النية!!

فهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.

كتبه أخوكم/
حمد بن دلموج غفر الله له ولوالديه

الأحد، 22 سبتمبر 2013

اتقوا الله في آبائكم



¤بسم الله الرحمن الرحيم¤ 

¤ إن من أوجب الحقوق بعد حق الله تعالى حق الوالدين ولذلك قال ربنا تبارك وتعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(الإسراء23)

¤ وهما سبب وجودك في هذه الدنيا ولذلك وصانا الله بهما وأمرنا بشكرهما، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}(لقمان14)

¤ ولعظم حقهما حرم الله تعالى إيذاءهما ولو بأدنى كلمه فقال: { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} (الإسراء23)

¤ فكيف بمن يكون خصمه والده أو والدته؟!!
¤ فهل يفلح من كان كذلك؟!

¤ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو أحفظه) (الترمذي) 

» فوا حسرة على من ضيع هذا الباب.. 

¤ وقال: (رغم أنف من أدرك والديه أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة) (الترمذي)

¤ فالحذر كل الحذر من عقوق الوالدين فقد قال تعالى للرحم (..ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يارب، قال: فذلك..) (البخاري)

¤ فمن ذا الذي يستطيع أن يصل من قطعه الله؟!!

¤ فالله الله في آبائكم و أمهاتكم..
» ولا يلبس عليكم الشيطان ويمنعكم من برهم بسبب تقصير آبائكم في حقكم، أو وقوعهم في بعض الذنوب والمعاصي، فقد أوجب الله البر من دون اشتراط صلاح الوالدين، بل قال سبحانه: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا..} (لقمان 15)

» فهل يوجد شيء أعظم ضلالا من الأمر بالكفر والشرك بالله؟!!
ومع ذلك قال: {فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا..}

» ولم يأمر الله الأبناء بهجر آبائهم مع أمرهم لأبنائهم بالكفر!!

» فأين من هجر والده أو والدته بسبب بعض الذنوب -التي هي دون الشرك بالله- من هذا الأمر الرباني؟!!
 
¤ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. 
قال: ويحك أحية أمك، 
قال: قلت: نعم يارسول الله، 
قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة) (ابن ماجة)

» والنصوص في حق الوالدين كثيرة جدا ولكن اللبيب تكفيه الإشارة.

¤ فهذه همسه في أذن كل من جفا حقهما بسبب ذنب أو زوجة أو ولد أو عمل أو...أو ...!!

¤ فحق الوالدين عظيم فاتقوا الله في آبائكم وأمهاتكم.

كتبه أخوكم/ 
حمد بن دلموج غفر الله له ولوالديه

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

عمل خبيث يوجب اللعن!!


¤ بسم الله الرحمن الرحيم¤

¤ بلغني فشو ظاهرة خبيثة بين أوساط بعض الناس..
¤ وهي مما تمجها العقول السليمة!!
¤ وترفضها الفطر المستقيمة!!
¤ بل تأباها النفوس الزكية!!
¤ هي دليل انتكاس فطرة آتيها!!
¤ ودناءة مقترفيها!!
¤ وذهاب عقول من رضي بها!!
¤ توجب لعنة الجبار!!
¤ وتورث الخزي والبوار!!
¤ عاقب الله أول من فعلها بأشد العقوبات!!
¤ فقلب عليهم مدنهم بعد أن سمعت الملائكة نباح كلابهم في السموات!!
¤ هي رذيلة وأي رذيلة!!

¤ أتدرون ما هي هذه الظاهرة؟!
» أنها ظاهرة عمل قوم لوط!!

¤ قال صلى الله عليه وسلم: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فأقتلوا الفاعل والمفعول به" [صحيح الترمذي: 1456].

¤ يقول ابن حجر في الفتح (12 / 116): "لا خلاف بين الأمة أن اللواط أعظم إثما من الزنى"

¤ ومن المخزي حقا أن يقع بعض الأزواج مع زوجاتهم في هذه الحقارة!!
فيستبدل المشروع بالمحرم الممنوع!! فهل تعلمون ماذا قال نبيكم عمن فعل ذلك بزوجته؟!

» قال صلى الله عليه وسلم: "من آتى حائضا أو إمرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد" [صحيح الترمذي 135].

» وقال: "ملعون من أتى امرأة في دبرها" [صحيح الجامع 5889].

» وقال: "لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دبرها" [صحيح الجامع 2424].

» وقال: "لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها" [صحيح الجامع 1573].

» ومن رضيت بذلك ولم تحرك به ساكنا فهي داخلة فيما سبق من الوعيد!!

» فالتوبة التوبة لمن قارف ذلك الذنب {من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون ¤ من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون}.

» واعلموا اخواني أن غالب من وقع في هذا المستنقع النتن هو بسبب بعض المشاهدات المحرمة للأفلام الإباحية قاتل الله من صورها وسعى في نشرها بين الناس.
» فالواجب حفظ البصر والنفس عن كل ما يكون سببا للوقوع في هذه المهانة!!

¤ وختاما أسأل الله أن يصلح أحوالنا وأن يجنبنا سبيل الردى وأن يصلح أحوال من تردى إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.

كتبه أخوكم/
حمد بن دلموج غفر الله له ولوالديه

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

كلمة موجزة في أحداث مصر الحبيبة

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين أما بعد:
اللهم اجرنا في مصيبتنا بمصر واخلف لنا خيرًا منها.
إن القلوب لتتفطر أسفًا لما آل إليه حال مصر الحبيبة من ضياع للأمن، وسفك للدماء، وما ذاك إلا ضريبة مخالفة الهدى واتباع دعاة الضلال.
ولا سبيل للخلاص من هذه المحنة إلا اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة، وهو الإعتزال في البيوت وكف اللسان!!
روى أبو داود في سننه (٤٣٤٣) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: بينما نحن حول رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، إذ ذكر الفتنة،
فقال: " إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم،
وخفت أماناتهم وكانوا هكذا. وشبك بين أصابعه،
قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك! جعلني الله فداك؟
قال: الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة"
هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن فأين دعاة الإخوان المسلمون وعقلاؤهم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم؟!
لم نرَ منهم إلا التهييج والتطبيل لهذه الفتنة العوجاء حتى بلغ بهم حب السلطة إلى أن غروا ضعفة المسلمين واجلسوهم حبساء تلك الميادين في اعتصامات عمية، ومسيرات دخيلة غربية، بدعوى المطالبة بالشرعية!!
وما هي إلا مطامع شخصية وأهواء مكشوفة الطوية!!
والعجب كل العجب ممن أفتى منهم بوجوب الاعتصام وأنه أفضل حتى من الإعتكاف في المسجد الحرام!!
بل أعجب العجب أن تصور القضية الآن بأنها حرب بين الإسلام والكفر أو النفاق، وأن من يقتل هناك فهو شهيد عندهم بالاتفاق!!
فالمعتكف في تلك الميادين هو المسلم الحقيقي المجاهد!!
ومن جلس في بيته والتزم هدي نبيه -باعتزال الفتنة- صار كافرًا أو منافقًا هكذا بلا حد!!
قلبٌ للحقائق الواضحة، وإزهاق لأرواح أناس غافلة هكذا هم الإخوان المسلمون!!
الغاية عندهم تبرر الوسلية!!
ولو كلفهم ذلك إزهاق أرواح بريئة!!
ألا فاتقوا الله يا دعاة الإخوان في دماء المسلمين!!
وتوبوا إلى ربكم؛ فحرمة دم المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة المشرفة نفسها!!
قال صلى الله عليه وسلم: " لَزوالُ الدُّنيا أَهْوَنُ على اللَّهِ مِن قتلِ مؤمنٍ بغيرِ حقٍّ " رواه ابن ماجة(٢١٨٣).
واعلموا أن الخروج على مرسي من جنس الخروج على حسني، فكلاهما محرم في شرعة الإسلام، فالحاكم المسلم لا يجوز الخروج عليه بحال مهما بلغ ظلمه، والنصوص قد تظافرت بذلك، فقد روى البخاري في صحيحه في كتاب الفتن (٦٦٥٤): عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: " دعانا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمعِ والطاعةِ، في منشطِنا ومكرهِنا،
وعسرِنا ويسرِنا
وأثرةٍ علينا،
وأن لا ننازعَ الأمرَ أهلَه، إلا أن تروا كُفرًا بَواحًا، عندكم من اللهِ فيه برهانٌ "
فالنصوص واضحة جلية، ومواقف أهل الحق منها سوية، فلذلك لم تختلف كلمة أهل الحق في كلا الثورتين، فما قالوه أيام حسني قالوه أيام مرسي، وأما دعاة الباطل فكالوا بمكيالين فاختلفت كلمتهم في الموقفين، فجوزوا الخروج على حسني وحرموه على مرسي!!
والحق أبلج والباطل لجلج، فمن أراد السلامة فليزم الحق الذي دلت عليه النصوص الصحيحة، وليدع أصحاب الهوى، فإن غاية ما عندهم -في تجويز الخروج على الحكام الظلمة- وقائع تاريخية قد ندم أصحابها وتمنوا أن لم يخوضوا فيها، فهي حقيقة بأن يتعظ بما وقع فيها من سفك للدماء! لا أن يستدل بها، ولذلك وقع الإجماع على حرمة الخروج على الحكام الظلمة مهما بلغ ظلمهم وجورهم؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر عليهم، ولما في الخروج عليهم من المفاسد العظيمة من سفك للدماء،
وضياع للأمن،
وتعطيل لمصالح المسلمين الدينية والدنيوية،
والواقع خير برهان على ذلك، ولا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

والواجب الآن على أهل مصر الحبيبة السمع والطاعة لمن تأمَّر عليهم، فهو في حكم المتغلب، وقد نقل الحافظ ابن حجر عن ابن بطال الإجماع على ذلك في الفتح ( ٧ / ١٣) فقال: "...وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء...ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها..."

وختامًا أقول سعيكم لإصلاح الناس-إن كنتم تريدون إصلاحًا- ليس مشروطًا بأن تكونوا في سدة الحكم!!
فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم حاكمًا على قومه لما بعثه الله عز وجل بالرسالة، وأذكركم بمقولة أحد قاداتكم لعلكم تنتفعون بها" أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم "
وخير منها قول ربنا ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾.
وصلى الله على نبينا محمد والحمدلله رب العالمين.

✍️️كتبه أخوكم/
حمد بن دلموج السويدي 

الاثنين، 10 يونيو 2013

شهر شعبان حكمٌ وأحكام


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فـلما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام, وقراءة القرآن, كما قال ابن رجب رحمه الله, ففيما يلي جملة مختصرة من الأحكام والحكم لشهر شعبان أسأل الله أن ينفع بها:

♣الحث على التوبة في هذا الشهر وترك التشاحن

* قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " [رواه ابن أبي عاصم في السنة 513 وصححه الألباني].
◄ والحكمة من هذا الحديث والله أعلم هي حث الناس على المبادرة إلى التوبة من الذنوب لاسيما أعظمها وهو الشرك والكفر, فكما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان, فكذلك الذنوب كلها من شعب الكفر فبادر بالتوبة ولا تسوف.
◄ المشاحن: من الشحناء وهي الحقد والعداوة, فيجب على المسلم أن يطهر قلبه من هذه الأخلاق الدنيئة, وأن تكون محبته لله وبغضه في الله وليس لأمور نفسية, أومصالح شخصية أو حزبية!!
◄ ويدخل في معنى المشاحن كل من كانت بينه وبين أحد خصومة لاسيما قطيعة الأرحام وهي أشدها, وقد جاء في الحديث "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء،
فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا" [رواه مسلم 6636], فبادر أخي بإصلاح ذات البين ولو رفضك الطرف الآخر, يقول ابن رسلان "..ويظهر أنه لو صالح أحدهما الآخر فلم يقبل غفر للمصالح.." فكن المصالح وأظفر بالمغفرة ولا تكن الآخر فتندم!!
◄ والغالب أن من أسرف على نفسه بالذنوب طوال العام ولم يتب منها, فإنه لن يوفق لمزيد عمل في رمضان, والواقع يشهد بذلك, فمن أراد التوفيق في رمضان فليبادر بالتوبة من الآن؛ فالذنوب تثقل العبد عن الطاعة وتصرفه عنها!!


♣استحباب الإكثار من الصيام فيه

* عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان " [ متفق عليه].
◄والحكمة من صومه قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" [رواه النسائي 2356 وحسنه الألباني].
◄وهذا الصوم بمنزلة السنة القبلية للصلاة، ففيه تهيئة للنفس وتعويد لها على الصيام استعدادا لشهر الصيام.
◄تنبيه: ما ورد في بعض الأحاديث من ذكر أن النبي صلى عليه وسلم كان يصوم شعبان كاملا فهو محمول على أنه كان يصوم أغلبه كما جاء مصرحا في الرواية السابقة, والروايات يفسر بعضها بعضا.


♣النهي عن الصوم إذا انتصف الشهر إلا لمن كانت له عادة

*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" [رواه الترمذي 738 وصححه الألباني].
ولعل الحكمة من هذا النهي لمن يرى صحة هذا الحديث هي كما نقل المباركفوري في تحفة الأحوذي (3/159) عن صاحب المرقاة قوله:"...والنهي للتنزيه رحمة على الأمة أن يضعفوا عن حق القيام بصيام رمضان على وجه النشاط, وأما من صام شعبان كله فيتعود بالصوم ويزول عنه الكلفة ولذا قيّده بالانتصاف.."
◄فترك الصوم لمن لم يعتاده فيه تقوية له على صيام رمضان.


♣الحث على الإكثار من قراءة القرآن فيه♣

* ذكر ابن رجب الحنبلي  في كتابه لطائف المعراف (ص135) جملة من الآثار منها " قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء,
وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء,
وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.."
◄ والحكمة من ذلك كما قال ابن رجب " ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن .."

♣ تخصيص يوم أو ليلية النصف من شعبان بالعبادة♣

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (ص413): " فأما صوم يوم النصف مفردًا فلا أصل له، بل إفراده مكروه، وكذلك اتخاذه موسمًا تصنع فيه الأطعمة، وتظهر فيه الزينة، هو من المواسم المحدثة المبتدعة، التي لا أصل لها.
وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف، من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة...فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان وعدد، وقدر من القراءة لم يشرع، مكروه. فإن الحديث الوارد في الصلاة الألفية  موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، وما كان هكذا لا يجوز استحباب صلاة بناء عليه...ولو سوغ  أن كل ليلة لها نوع فضل، تخص بصلاة مبتدعة يجتمع لها، لكان يفعل مثل هذه الصلاة -أو أزيد أو أنقص - ليلتي العيدين..!!"
قلت: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " [رواه مسلم 4514]
ونقل جمال الدين القاسمي في كتابه إصلاح المساجد (ص100) عن الحافظ أبو الخطاب ابن دحية قوله:"روى الناس الأغفال في صلاة ليلة النصف من شعبان أحاديث موضوعة وكلفوا عباد الله بالأحاديث الموضوعة فوق طاقتهم من صلاة مائة ركعة.."
وختامًا أسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وأن يصلح قلوبنا وأن يوفقنا إلى طاعته وأن يبلغنا رمضان ويعيننا فيه على الصيام والقيام وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله ربي العالمين.

كتبه أخوكم / حمد بن دلموج السويدي غفر الله له

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

📩¤الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج¤📩




¤ بسم الله الرحمن الرحيم ¤

✖ من البدع التي راجت في هذا الزمان وأصبح الناس يتناقلونها على أنها سنة!!
بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج.

✖ فلم يرد نص في جواز الاحتفال بها، ولم يفعله قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه من بعده!!

👈أفلا يسعنا ما وسع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟!

✖والعجب أنه لم يرد نص صحيح يحدد تاريخ هذه الليلة لا في رجب ولا في غيره كما قرره أهل الحديث.

👈 ولو كان الاحتفال مشروعا أو كان لهذه الليلة مزية على غيرها -من جهة التعبد فيها- لحفظ وقتها على أقل تقدير!!.

✖ومن البدع تخصيص يومها بالصيام أو غيرها من العبادات، ولو كان خيرا لسبقنا إليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

👈والدين مبني على الاتباع، فما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم دينا.

👈وإليكم فتوى سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج:

http://www.binbaz.org.sa/mat/8185

✒كتبه أخوكم/
حمد بن دلموج السويدي

السبت، 1 يونيو 2013

دفاعا عن بلادنا الغالية الإمارات

مازالت سهام الحاقدين موجهة نحو بلادنا الحبيبة، بالطعن والمكر والمكيدة، وما ذاك إلا ردة فعل لما تحطم حلم أولئك القوم، حينما راودتهم أنفسهم لعمل ما يسمونه -زورا وبهتانا- "بالربيع العربي" في دولة الإمارات العربية المتحدة حرسها الله بالتوحيد والسنة.

وبين عشية وضحاها أصبح ذلك الربيع المنتظر صيفًا شديد الحر على أولئك القوم، لما حفظ الله إماراتنا الغالية ممن كان يتربص بها الدوائر!!
فكُشِفَتْ خططهم ونواياهم، وأميط اللثام عن سوء خباياهم، وسقطت تلك الأقنعة التي طالما تستروا بها، وهذا يذكرنا بقول ربنا: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43].

فصارت الإمارات ولله الحمد والمنة مقبرة لذلك الفكر الإخواني المتطرِّف الذي أسس على غير تقى من الله، وكل دعوة أسست على غير تقوى من الله فمآلها إلى السقوط والهلاك، كما قال تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [النساء: ١٠٩]

فلا تعجب بعدها من طيش عقول بعض سفهة القوم، واستنفارها، فحالهم اليوم -بعدما فضحوا- كحمر مستنفرة فرت من قسورة!!

وليتهم اتعظوا بما جرى في العالم من فساد للأديان، وتدمير للأوطان، وضياع للأمن والأمان بسبب ذلك الربيع العربي!!
فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين!!
والعاقل من اتعظ بغيره، والأحمق من اتعظ بنفسه!!
ولكن الهوى يعمي صاحبه عن إبصار الحقائق، فيرى الباطل حقًا والحق باطلاً!!
ولذلك تجده يسعى بكل ما أوتيه من قوة لنصرة باطله بأوهى الحجج، مما تمجه العقول البليدة فضلاً عن غيرها!! وحاله في ذلك أشبه بغريق تعلق بقشة رجاء أن ينجو بها!! 

والحق منصور وممتحن، والباطل زاهق ولو طال الزمن: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: ١٨]

وقبل أيام قليلة نُشر مقطع لرجل يدعى دكتور أحمد بن راشد بن سعيد الذي خرج على إحدى القنوات الفضائية، وأدعى بكل وقاحة أن دولة الإمارات تدعم الطاغية بشار وحزبه ضد الأبريا في سوريا!!
والعجب أنه ساق كلامًا عارٍ عن الأدلة والبراهين فقال: "هناك اتهامات لبعض الدول بالمشاركة في دعم بشار الأسد...يعني في معلومات مثلا تقول أن دولة الإمارات تقوم بدعم الشبيحة!!"

وأقول: الدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات فأصحابها أدعياء!!
فأين الأدلة يا دكتور على هذه المعلومات الباطلة المزعومة!!
أما تتق الله فيما تدعيه!!
أما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع!! " [رواه مسلم] 

ولكن يظهر أن الرجل قد غُلِبَ على عقله، وتاه في سكرة تحزبه، فظن أن كلمته الكاذبة الآثمة سيكون لها أثر، مسموع عند الناس، فتجرأ وختمها بمطالبة الإمارات بنفي هذه التهم عنها حتى يوهم الناس أن كلامه صحيح!!

وما علم المسكين أن كلمته صارت في مزبلة التاريخ، فلا عبرة بها، ولا اٍلتفات أصلاً لصاحبها، وحسبنا قول ربنا:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى مَا فَعَلْتُمْ نادِمِينَ} [الحجرات: 6]
وهل يظن عاقل بدولة مثل الإمارات أن تفعل مثل تلك الأفعال!! وهي التي حازت قصب السبق في مساعدة المنكوبين بمشارق الأرض ومغاربها ولا ينكر ذلك إلا مكابر أو حاقد.

وها هي الإمارات تساهم بملغ  ٥٨،٨ مليون درهم لمساعدة اخواننا في سوريا: 

وهذا غيض من فيض ولا أحتاج إلى أن أدلل على ذلك كما قيل: من آثارهم تعرفونهم.

والواجب على المسلم إذا جاءه خبر سوء عمن يعرفه بالخير أن يحسن الظن وأن لا يتسرع في الحكم، امتثالاً لقول الله تعالى: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [النور: ١٢]
فكيف بم استفاضت أفضاله، وعم خيره مشارق الأرض ومغاربها!!

وختامًا أسأل الله العظيم أن يحفظ دولتنا من كيد الكائدين ومن حقد الحاقدين وأسأله سبحانه أن يحفظ علينا أمننا وأماننا في ظل حكومتنا الرشيدة وأن يبارك في حكامنا وأن يحفظهم وأن يمد في أعمارهم على طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمدلله رب العاملين. 

وكتبه أخوكم/ حمد بن دلموج السويدي