إن مما يكدر الخاطر ما آل إليه حال كثير من الناس من استسهال النميمة وعدم التناهي عنها، رغم ما تحدثه من فرقة في المجتمع المتآلف!
فكم من بيوت قد هدمت؟!
وكم من أرحامٍ قد قطعت؟!
وكان السبب في ذلك نقل الكلام إما سفهًا من ناقله!
وإما بقصد الإفساد مما يدل على خبث صاحبه!
وما الذي يضرك لو أنك كتمت ما سمعته من فلان حفظا للود وجمعًا للشمل! بدل ذلك السعي المأزور في نقله لمن قيلت في حقه!
ولو ادعيت الغيرة والحمية لمن قيلت في حقه فهلاّ كنت شجاعًا في كف ذلك القائل عن مقولته بدل نقل القول لمن قيلت بحقه؟!
وهل يسرك إيغار الصدور وجعلها كالمرجل تغلي بغيظها؟!!
ولكني أبشرك أيها النمام بشر بُشرى لعلك تتذكر أو تخشى..
قال ﷺ : "..وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " رواه الترمذي
وعن حذيفة رضي الله عنه، أنه بلغه أن رجلا ينم الحديث، فقال حذيفة: سمعت رسول الله ﷺ يقول :
" لا يدخل الجنة نمام " رواه مسلم
قال النووي: قال العلماء : النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم..
وقال الغزالي: " وكل من حملت إليه نميمة،
وقيل له : فلان يقول فيك، أو يفعل فيك كذا ، فعليه ستة أمور :
الأول : ألا يصدقه لأن النمام فاسق .
الثاني : أن ينهاه عن ذلك ، وينصحه ويقبح له فعله .
الثالث : أن يبغضه في الله تعالى فإنه بغيض عند الله تعالى ، ويجب بغض من أبغضه الله تعالى .
الرابع : ألا يظن بأخيه الغائب السوء .
الخامس : ألا يحمله ما حكي له على التجسس والبحث عن ذلك .
السادس : ألا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه ؛ فلا يحكي نميمته عنه ، فيقول : فلان حكى كذا فيصير به نماما ، ويكون آتيا ما نهى عنه "
قال يحيى بن أبي كثيرٍ : " يُفسد النَّمامُ والكذَّابُ في ساعةٍ؛ ما لا يُفسد الساحرُ في سَنة"
فاتقوا الله في أنفسكم يا من تنقلون الأخبار ولتعلموا أنكم موقوفون بين يدي الله يوم القيامة فسائلكم عمّا اقترفتم!
فأعدوا للسؤال جوابًا!!
✍🏻 بقلم/
حمد بن دلموج السويدي