الخميس، 29 أكتوبر 2020

هلاّ كففتم ألسنتكم عن النميمة؟!..

إن مما يكدر الخاطر ما آل إليه حال كثير من الناس من استسهال النميمة وعدم التناهي عنها، رغم ما تحدثه من فرقة في المجتمع المتآلف!

فكم من بيوت قد هدمت؟!

وكم من أرحامٍ قد قطعت؟!

وكان السبب في ذلك نقل الكلام إما سفهًا من ناقله!

وإما بقصد الإفساد مما يدل على خبث صاحبه!

وما الذي يضرك لو أنك كتمت ما سمعته من فلان حفظا للود وجمعًا للشمل! بدل ذلك السعي المأزور في نقله لمن قيلت في حقه!

ولو ادعيت الغيرة والحمية لمن قيلت في حقه فهلاّ كنت شجاعًا في كف ذلك القائل عن مقولته بدل نقل القول لمن قيلت بحقه؟!

وهل يسرك إيغار الصدور وجعلها كالمرجل تغلي بغيظها؟!!

ولكني أبشرك أيها النمام بشر بُشرى لعلك تتذكر أو تخشى..

قال ﷺ : "..وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " رواه الترمذي

وعن حذيفة رضي الله عنه، أنه بلغه أن رجلا ينم الحديث، فقال حذيفة: سمعت رسول الله ﷺ يقول :

" لا يدخل الجنة نمام " رواه مسلم

قال النووي: قال العلماء : النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم..

وقال الغزالي: " وكل من حملت إليه نميمة،

وقيل له : فلان يقول فيك، أو يفعل فيك كذا ، فعليه ستة أمور : 

الأول : ألا يصدقه لأن النمام فاسق . 

الثاني : أن ينهاه عن ذلك ، وينصحه ويقبح له فعله . 

الثالث : أن يبغضه في الله تعالى فإنه بغيض عند الله تعالى ، ويجب بغض من أبغضه الله تعالى . 

الرابع : ألا يظن بأخيه الغائب السوء . 

الخامس : ألا يحمله ما حكي له على التجسس والبحث عن ذلك . 

السادس : ألا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه ؛ فلا يحكي نميمته عنه ، فيقول : فلان حكى كذا فيصير به نماما ، ويكون آتيا ما نهى عنه "

قال يحيى بن أبي كثيرٍ : " يُفسد النَّمامُ والكذَّابُ في ساعةٍ؛ ما لا يُفسد الساحرُ في سَنة"

فاتقوا الله في أنفسكم يا من تنقلون الأخبار ولتعلموا أنكم موقوفون بين يدي الله يوم القيامة فسائلكم عمّا اقترفتم!

فأعدوا للسؤال جوابًا!!

✍🏻 بقلم/

حمد بن دلموج السويدي

الخميس، 22 أكتوبر 2020

موت العلماء ثلمة لا تسد

إن مما اتفقت عليه الشرائع حفظ الضروريات الخمس وهي:

الدين،

والعقل،
والعرض،
والنفس،
والمال..
وإن اللبيب ليدرك أن وجود العلماء من أعظم الأسباب التي تحقق تلك المقاصد العظيمة فهم صمام الأمان، 
فبجهادهم تصان الشريعة الربانية من المحدثات الفكرية والعملية، فهم الذين ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين،
وبإرشادهم وتأصيلاتهم تُحمى العقول من المفسدات الحسية والمعنوية..
وبنصحهم تهذب النفوس فتسمو عن التعدي على الأعراض والأموال..
فما أحسن أثرهم على الناس وما أسوأ أثر الناس عليهم لا سيما في هذا الزمان الذي شوهت فيه صورة العلماء من قبل أناس لا خلاق لهم ولا ذمة.
ولكن يأبى الله إلا أن تكون العزة لأوليائه المخلصين ولو بعد حين.
وقد توالت علينا الأنباء المؤلمة بموت ثلة من علماء زماننا واحدًا تلو الآخر ممن عانقت هممهم النجوم في عليائها وهم:
الشيخ المحدث محمد بن عبدالله الأعظمي -رحمه الله-
ثم العلامة الشيخ حسن عبدالوهاب البنا -رحمه الله-
ثم الشيخ المحدث المحقق محمد بن علي بن آدم الأثيوبي -رحمه الله-
وأخيرا العالم المربي البشوش الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار -رحمه الله-
جزاهم الله خير الجزاء على ما قدموا لهذا الدين وأخلف الله على الأمة خيرا..
إن موت العلماء ثلمة عظيمة لا تسد، قال الله تعالى:  
﴿أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها..﴾ [الرعد: ٤١]
قال ابن عباس في معنى الآية: خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها، وقال مجاهد: هو موت العلماء.
وقد كان السلف يعرفون منزلة العلماء وأثرهم الجميل على الناس،
قال الحسن البصري: كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار" 
فاللهم أجرنا في مصيبتنا وعوضا خيرا يا كريم.