السبت، 4 أغسطس 2012

أحكام قيام الليل (سؤال وجواب)


* أحكام قيام الليل(سؤال وجواب) *
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه لمحة مختصرة عن بعض أحكام القيام الثابتة في السنة المطهرة أحببت أن أفيدكم بها خصوصا لما كثر السؤال عنها نسأل الله تعالى أن ينفع بها قارئها وكاتبها ومن سعى في نشرها،،،

(1)- ما حكم قيام الليل ؟ وما هو فضلة؟
الجواب: قيام الليل سنة مؤكدة، وقد تواترت النصوص بالحث عليه، والترغيب فيه، وأنه شأن أولياء الله، وخاصة عباده الذين قال الله في مدحهم والثناء عليهم: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62 - 64].
فقد مدح الله أهل الإيمان والتقوى، بجميل الخصال وجليل الأعمال، ومن أخص ذلك قيام الليل، قال تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة: 15 - 17].
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال: "أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل " [رواه مسلم ].
وقال صلى الله عليه وسلم  " من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، وهي كل ليلة " [رواه مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم  "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" [رواه البخاري].

(2)- ما هو جزاء من قام مع الإمام حتى ينصرف؟
الجواب:  قال صلى الله عليه وسلم  " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" [رواه الترمذي].

(3)-  ما هي عدد ركعات صلاة الليل ؟
الجواب: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال: "صلاة الليل مثنى مثنى"[رواه البخاري].
فلم يقيد الصلاة بعدد، فيصلي ما شاء الله، وأفضلها أحد عشر ركعة.
 (4)- ما هو أفضل أوقاتها؟
الجواب:  قال صلى الله عليه وسلم  "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل" [رواه مسلم].

 (5)- هل يجوز أن نصليها جلوساً؟
الجواب: نعم يجوز عن عمران بن حصين قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل وهو قاعد, فقال: " من صلى قائما فهو أفضل ، ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ، ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد " [رواه البخاري].
وأما القيام في صلاة الفرض فهو ركن.
(6)- ما هي الكيفيات التي تصلى بها صلاة الليل؟
الجواب:  قال العلامة الألباني في كتابه "قيام رمضان" (28):
الكيفية الأولى: ثلاث عشرة ركعة, يفتتحها بركعتين, خفيفتين, وهما على الأرجح سنة العشاء البعدية, أو ركعتان مخصوصتان يفتتح بهما صلاة الليل كما تقدم, ثم يصلي ركعتين طويلتين جداً, ثم يصلي ركعتين دونهما, ثم يصلي ركعتين دون اللتين قبلهما, ثم يصلي ركعتين دونهما, ثم يصلي ركعتين دونهما, ثم يوتر بركعة.
الثانية: يصلي ثلاث عشرة ركعة, منها ثمانية يُسلم بين كل ركعتين, ثم يوتر بخمس لا يجلس ولا يسلم إلا في الخامسة.
الثالثة: إحدى عشرة ركعة, يسلم بين كل ركعتين, ويوتر بواحدة.
الرابعة: إحدى عشرة ركعة, يصلي منها أربعاً بتسليمة واحدة, ثم أربعاً كذلك, ثم ثلاثاً.
وهل كان يجلس بين كل ركعتين من الأربع والثلاث؟ لم نجد جواباً شافياً في ذلك, لكن الجلوس في الثلاث لا يشرع!

الخامسة: يصلي إحدى عشرة ركعة, منها ثماني ركعات لا يقعد فيها إلا في الثامنة, يتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقوم ولا يسلم، ثم يوتر بركعة, ثم يسلم, فهذه تسع, ثم يصلي ركعتين، وهو جالس.
السادسة: يصلي تسع ركعات منها ست لا يقعد إلا في السادسة منها, ثم يتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ... إلخ ما ذُكر في الكيفية السابقة.
هذه هي الكيفيات التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم نصاً عنه, ويمكن أن يزاد عليها أنواعاً أخرى, وذلك بأن ينقص من كل نوع منها ما شاء من الركعات حتى يقتصر على ركعة واحدةٍ عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم :"فمن شاء فليوتر بخمس, ومن شاء فليوتر بثلاث, ومن شاء فليوتر بواحدة" [رواه أبو داود].
فهذه الخمس والثلاث, إن شاء صلاها بقعود واحد, وتسليمة واحدة كما في الصفة الثانية, وإن شاء سلم من كل ركعتين كما في الصفة الثالثة وغيرها, وهو الأفضل...."

(7)- ما هي السنة في قراءة الوتر؟
الجواب: من السنة أن يقرأ في الركعة الأولى من ثلاث الوتر: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى),
وفي الثانية:(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
وفي الثالثة: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ويضيف إليها أحياناً: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و:(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) .
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ مرة في ركعة الوتر بمئة آية من النساء [رواه النسائي وأحمد].

(8)-  ما هي السنة في دعاء الوتر ؟
الجواب: قال الحسن بن علي علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر" اللهم اهدنا فيمن هديت , وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت , وبارك لنا فيما أعطيت , وقنا شر ما قضيت , إنك تقضى ولا يقضى عليك , إنه لا يذل من واليت , ولا يعز من عاديت , تباركت ربنا وتعاليت" [رواه أحمد والترمذي].

(9)- ماذا يقال آخر الوتر وبعده؟
الجواب: قال العلامة الألباني في قيام رمضان (32): ومن السنة أن يقول في آخر وتره قبل السلام أو بعده: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك, وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك, أنت كما أثنيت على نفسك" [رواه أبو داود].
وإذا سلم من الوتر, قال: "سبحان الملك القدوس"ثلاثاً ويمد بها صوته, ويرفع في الثالثة.[رواه أبو داود].

(10)- هل يجوز أن يوتر مرتين في الليلة الواحدة؟
الجواب: لا يوتر إن كان أوتر مع الإمام أول الليل، لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا وتران في ليلة " [رواه أبو داود].

(11)- هل يُصلى بعد الوتر؟
الجواب: يجوز لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً [رواه مسلم] ولا يعارض هذا ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام وهو قوله "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً"  فإنما هو للتخيير لا للإيجاب, وهو قول ابن نصر. [قيام رمضان للألباني :33 باختصار]

(12)- ما هو فضل قيام ليلة القدر؟
الجواب: قال عليه الصلاة والسلام "من قام ليلة القدر, إيماناً واحتساباً, غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه"[رواه البخاري ومسلم].
ومعنى :"إيماناً"  أي تصديقاً بأنه حق , ومعنى" احتساباً"  أي يريد الله وحده لا رؤية الناس.

(13)- هل صحيح أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان؟
الجواب: الصحيح أن ليلة القدر تتنقل في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ولذلك قال صلى الله عليه وسلم "... و إنها في العشر الأواخر من رمضان في وتر وإني أنسيتها.." [رواه أحمد ].

(14)- ما هي علامات ليلة القدر؟
الجواب: قال عليه الصلاة والسلام " ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء" [رواه الطيالسي].

وختاماً أسال الله أن ينفع بهذه المادة وأن يجعلها لنا ذخرا عنده يوم أن نلقاه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق