الأربعاء، 1 أغسطس 2012

أحـــكـــام العــــــمرة



بسم اللـه الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

فهذه جملة من المسائل المتعلقة بأحكام العمرة لخصتها من كتاب جامع

المناسك للشيخ سلطان العيد -حفظه الله- وصغتها بأسلوب سهل وزدت عليها

بعض المسائل مما يحتاجها من أقبل على هذه العبادة العظيمة، وأسأل الله

أن ينفع بها كاتبها وقارئها ومن ساهم في نشرها.

مسائل متعلقة بالمواقيت

1-لا يشترط أن يأتي المواقيت ليحرم منها, بل يكفيه محاذاة هذه المواقيت.

2-لا يجوز مجاوزة الميقات بدون إحرام لمن كان يريد الحج أو العمرة سواء
كان مروره برا أو جواً, ومن تجاوزه فعليه أن يرجع ويحرم منه وإلا وجب
عليه دم.

3- و من لم يكن في طريقه ميقات فإنه يحرم إذا حاذى أول ميقات منها, فإن
لم تكن المحاذاة أحرم قبل مكة بـ 80كم تقريبا وهو اختيار العلامة ابن باز رحمه الله.

4- من مر بالميقات وهو لا يريد الحج أو العمرة فلا يجب عليه الإحرام, ولو
بدا له أن يحج أو يعتمر بعد مجاوزة الإحرام فيحرم من مكانه.

ماذا يفعل المعتمر عند الميقات

إذا وصلت الميقات شُرِع لك أمور منها:

1-الاغتسال لفعله صلى الله عليه وسلم وهو مستحب .

2-التطيب في الرأس والبدن وهو مستحب.

3-لبس الرجل الإزار والرداء وهو واجب عليه, ويستحب كونهما أبيضين نظيفين, ويجوز غير الأبيض, أما المرأة فتحرم بما شاءت من الثياب دون تبرج أو تشبه بالرجال.

4-الإحرام وهو ركن: الإحرام هو نية الدخول في النسك أي:العبادة, -وليس
هو مجرد لبس الإحرام- فينوي بقلبه الدخول في النسك, ويشرع له التلفظ بما نوى, فلو نوى العمرة عن نفسه يقول: لبيك عمرة, أو عن غيره يقول: لبيك الله عمرة عن فلان , قال أبوسعيد رضي الله عنه "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرخ بالحج صراخاً" [رواه مسلم].

5- الأفضل أن تكون النية بعد ما يركب السيارة مع استقبال القبلة وأن
يكون إحرامه بعد صلاة فرض إن تيسر له ذلك.

6- ويسن لمن كان يخشى على نفسه من أن يمنعه مانع من مرض أو خوف ونحوهما أن يشترط في التلبية فيقول: "فإن حبسني حابس [أي: مانع] فمحلي حيث حبستني" [رواه البخاري] , وفائدة الاشتراط أنه إذا مُنِع من إتمام العمرة؛ تحلل وليس عليه فدية ولا قضاء.

تنبيه: ليس من السنة صلاة ركعتين للإحرام.

صيغ التلبية

كان  صلى الله عليه وسلم يقول في تلبيته " لبيك اللهم لبيك, لبيك لا
شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك" [رواه مسلم].

وكان الناس يزيدون " لبيك ذا المعارج, لبيك ذا الفواضل" [رواه أبو داود]

وكان ابن عمر يزيد فيها: " لبيك وسعديك والخير بيديك, والرغباء إليك والعمل" [رواه مسلم].

وأقرهم النبي على الزيادة في التلبية ولم يرد عليهم بشيء, ولزم رسول
الله صلى الله عليه وسلم تلبيته.

صفة التلبية

والسنة فيها رفع الصوت للرجال لقوله صلى الله عليه وسلم:  "أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية" [رواه أبو داود].

أما المرأة فتُسْمِعُ رفيقتها اللتي بجنبها.

والتلبية مشروعة في العمرة إلى بدء الطواف, وفي الحج إلى أن يبدأ برمي جمرة العقبة يوم العيد.

ولا تشرع التلبية الجماعية بل هي من البدع [فتاوى اللجنة الدائمة 11/358]

محظورات الإحرام

بعد التلبية تحرم على المعتمر بعض الأمور منها:

1- إزالة الشعر من البدن كله بحلق أو غيره.

2- تقليم أظافر اليدين أو الرجلين.

3- تغطية الرأس للرجال بملاصق كالطاقية والغترة والعمامة, وكذا تغطية
وجهه عند بعض أهل العلم خصوصا إن لم تكن هناك حاجة ملحة.

4- لبس المخيط بالنسبة للذكر, والمخيط هو ما فُصِل على قدر العضو مثل
القميص والبنطال ونحوها.

5- استعمال الطيب على الإحرام والبدن.

6- قتل الصيد البري.

7- عقد النكاح.

8- الجماع ومقدماته.

9- النقاب والقفازين للنساء.

مسائل في فعل المحظورات

فاعل المحظور له ثلاث حالات:

الأولى: أن يفعله عامدا بلا عذر ولا حاجة, فهذا عليه دم مع الإثم.

الثانية: أن يفعله عامدا ولكن مع الحاجة, فهذا عليه دم ولا إثم عليه.

الثالثة: أن يفعله ناسياً أو جاهلاً أو مكرها أو نائماً, فلا دم عليه ولا أثم.

تنقسم المحظورات باعتبار الفدية إلى أربعة أقسام:

أولا: ما لا فدية فيه, وهو عقد النكاح.

ثانيا: ما فديته بدنه (الناقة) وهو الجماع قبل التحلل الأول.

ثالثا: ما فديته مثله, أو قيمته, فلو قتل صيداً فهو بالخيار, أما أن يذبح مثل ما قتل ويوزعه على مساكين الحرم, وإما أن ينظر كم قيمة الصيد, فيشتري بقيمته طعاما ويفرقه على كل مسكين نصف صاع, أو يصوم عن إطعام كل مسكين يوماً.

رابعا: بقية المحظورات سوى الثلاثة المتقدمة كلبس المخيط وإزالة الشعر
والمباشرة لشهوة ففديتها على التخيير:( ذبح شاة, أو إطعام ستة مساكين, أو
صيام ثلاثة أيام إن شاء متوالية أو متفرقة).

مسائل في الإحرام

بعض الأفعال يظنها الناس من محظورات الإحرام وهي ليست كذلك:

1- حك الرأس عند الحاجة ولو أدى ذلك لتساقط بعض الشعر.

2- إذا انكسر ظفر المحرم وتأذى به فلا بأس أن يقصه.

3- يجوز للمحرم أن يستظل بالمظلة والشمسية وسقف السيارة والخيمة ونحوها.

4- يجوز حمل المتاع على الرأس عند الحاجة إذا لم يقصد ستره.

5- يجوز عقد الإزار بخيط أو مشبك.

6- يجوز لبس الخاتم والساعة والنعال المخيوطة.

7- شرب القهوة التي فيها الزعفران إذا ما ذهب طعمه وريحه, أما التي بقيت
فيها الرائحة فلا تجوز لدخولها في الطيب.

8- يجوز للمُحرمةِ  أن تسدل الثوب على وجهها بحضرة الأجانب.

9- يجوز الاغتسال وتبديل الإحرام بغيره.

10- استعمال الصابون الذي له رائحة ولكن تركه أولى.

11- المجادلة بالتي هي أحسن لإظهار الحق وإبطال الباطل, وأما قوله تعالى
{ولا جدال في الحج} فالمراد المخاصمة في الباطل أو فيما لا فائدة فيه.

12- يجوز للمحرم قتل الدواب المؤذية لقوله صلى الله عليه وسلم (خمس من
الدواب من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه: العقرب, والفأرة, والكلب
العقور, والغراب, والحدأة) [رواه البخاري] ويلحق بما سبق الذباب والبعوض.

13- يجوز للمُحرمةِ أخذ حبوب منع الحيض إذا لم يكن فيها مضرة.


صــــفة العــــمرة

فإذا وصلت المسجد الحرام فقدم رجلك اليمنى وقل " اللهم صل على محمد
وسلم, اللهم افتح لي أبواب رحمتك"
أو " أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم, وسلطانه القديم, من الشيطان الرجيم"

وإذا رأيت البيت فقل "اللهم أنت السلام ومنك السلام, فحينا ربنا
بالسلام" كما جاء من فعل عمر رضي الله عنه.

وابدأ بالطواف من الحجر الأسود بتقبيله, فإن شق عليك التقبيل فاستلمه باليد, أو بالعصا مع تقبيل ما استلمته به, فإن شق عليك فأشر إليه بيدك اليمنى من دون تقبيل, وقل "بسم الله والله أكبر" أو " الله أكبر" مرة واحدة فقط كلما حاذيت الحجر.

وفي استلام الحجر فضل عظيم قال صلى الله عليه وسلم (والله ليبعثن الله
يوم القيامة له عينان يبصر بهما, ولسان ينطق, يشهد على من استلمه بحق)
[رواه الترمذي]

تنبيه: لا يُشرع استلام الحجر وتقبيله في غير الطواف؛ لأنه من مسنونات الطواف, وبهذا تعلم خطأ من يبادر إليه بعد صلاة الفريضة, بل قد يسلم قبل إمامه ليسبق غيره وهذا من الجهل.

ويطوف سبعة أشواط يبتدئ من الحجر الأسود وينتهي عنده, ولا بأس أن يقول في ابتداء طوافه :"اللهم إيماناً بك, وتصديقاً بكتابك, ووفاء بعهدك, واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم" قاله ابن باز.


المستحبات في طواف العمرة

1- التكبير عند محاذاة الحجر كلما مر به, حتى عند الانتهاء من الشوط الأخير.

2- الرمل في الأشواط الثلاث الأولى إن أمكن, ومعنى الرمل إسراع المشي مع مقاربة الخُطى.

3- الاضطباع في الطواف: وهو أن يجعل وسط الرداء تحت منكبه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر.

4- استلام الركن اليماني باليد اليمنى مع قول" بسم الله والله أكبر" فقط,
فإن لم يتيسر استلامه فلا يشير إليه إذا حاذاه لعدم الدليل.

5- قول" ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" بين
الركن اليماني والحجر الأسود.

5- الطواف على طهارة من الحدث الأصغر.
تنبيه: لو ترك فعل شيء من هذه الأشياء عمداً أو سهواً فطوافه صحيح.

بعض الأخطاء في الطواف

1- الرمل بالنسبة للنساء, فهو للرجال دون النساء.

2- المزاحمة عند الحجر الأسود ومدافعة الناس.

3- رفع الصوت بالقرآن أو الأدعية بحيث يشوش على غيره.

4- لا يجوز الطواف من داخل الحِجْر لأنه من الكعبة.

5- مزاحمة النساء للرجال خصوصا عند الحجر الأسود.

6- استلام الركنين الشاميين.

7- مسح مقام إبراهيم تبركاً به وهذا من الشرك, وكذا مسح الحجر الأسود ثم
يمسح وجهه أو صدره أو ولده تبركا به هذا من البدع؛ لأن المقصود من مسحه التعبد لله باتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا التبرك!!
ولذلك قال عمر رضي الله عنه "والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع,
ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك" [أخرجه
البخاري].

8- قول بعضهم عند بداية الطواف " اللهم إني نويت أن أطوف سبعة
أشواط......الخ" هذا من البدع والنية محلها القلب.

تنبيه: لا يصح تسمية الحِجْر بحِجْرِ إسماعيل, وإدعاء بعضهم أنه
مدفون فيه كذبٌ وباطل.

مسائل في الطواف

1- لو مسَّ الرجل امرأة حال الطواف فلا ينتقض وضوءهما علماً بأن مس
الأجنبية محرم.

2- يجوز قطع الطواف من أجل صلاة الفرض ثم يستأنف الطواف من حيث انتهى.

3- يجوز الطواف راكباً وماشياً.

4- لا يوجد دعاء خاص بالشوط الأول والثاني...الخ بل يدعو بما يشاء.

5- يجوز إلتزام ما بين الحجر الأسود والباب فيضع صدره ووجهه وذراعيه
عليه ويتضرع إلى الله.

الصلاة خلف المقام

بعد الإنتهاء من الطواف يغطي المحرم كتفه لأن الإضطباع خاص بالطواف, ويتوجه إلى مقام إبراهيم عليه السلام ويقرأ قوله تعالى (واتخذوا من
مقام إبراهيم مصلى) ويجعل المقام بينه وبين الكعبة ويصلي ركعتين خفيفتين
إن تيسر له ذلك, وإلا صلى في أي مكان ولو خارج المسجد.

ويقرأ في الركعة الأولى بـ"الكافرون" وفي الثانية "بالإخلاص", وإن قرأ
بغيرهما فلا حرج.

تنبيه: حكم هذه الصلاة أنها سنة فلو تركها الإنسان سهواً أو عمداً فعمرته صحيحة.

شرب زمزم

ثم يتوجه إلى زمزم ليشرب منها ويصب على رأسه كما فعل عليه الصلاة والسلام.

وإن تيسر له عاد إلى الحجر الأسود ليستلمه بيده ويكبر، ولا يسن تقبيله
ولا الإشارة إليه في هذه المرة لعدم الدليل.

ثم يتوجه إلى المسعى للسعي. 

فائدة: لا يشترط السعي مباشرة بعد الطواف، فلو طاف مثلاً في الصباح
وسعى في المساء فلا حرج بشرط أن يبقى على إحرامه.


السعي بين الصفا والمروة

فإذا دنا من الصفا قرأ قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله)
ولا يقرأها في غير هذا الموضع، ويقول "أبدأ بما بدأ الله به"

ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة إن تيسر له ذلك ويتوجه إليها ويقول:
" الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" يقول ذلك ثلاث مرات، ويدعو بين ذلك بما يشاء رافعا يديه.

ثم ينزل من الصفا ماشياً إلى المروة، فإذا وصل الميل الأخضر سن له أن
يسعى فيه سعياً شديدا بشرط ألا يؤذي الناس، إلى أن يصل للميل الأخضر
الثاني.

فإذا وصل للمروة فعل عليها كما فعل على الصفا غير أنه لا يقرأ الآية،
لأن ذلك مشروع عند صعود الصفا في الشوط الأول فقط.

فيسعى سبعة أشواط من الصفا إلى المروة شوط، ومن المروة إلى الصفا شوط، فيبتدأ عند الصفا وينتهي عند المروة.

مسائل في السعي

1- يستحب السعي على طهارة ولو سعى بغير طهارة صح.

2- يجوز السعي في الطابق العلوي.

3- السعي الشديد بين الميلين الأخضرين خاص بالرجال.

4-يستحب أن يكثر من الذكر والدعاء في السعي بما تيسر، وإن دعا بقوله "
رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم" فلا بأس لوروده عن بعض السلف.

5- لا يشرع السعي بين الصفا والمروة في غير الحج أو العمرة، بل هو من
البدع، خلافاً للطواف فهو سنة.

الحلق أو التقصير

ثم هو مخير بين الحلق أو التقصير من جميع الرأس، والحلق أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة.

بالنسبة للمرأة فهي تجمع شعرها وتقص منه قدر أنملة، والأنملة هي العقدة الواحده من الأصبع.

وبهذا تكون العمرة قد تمت بإذن الله والحمدلله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق