الخميس، 21 مايو 2015

ليلة العمر..

ليلة الزفاف..
ليلة جميلة..
هي من أجمل الليالي..
رُبما لا تمر في العمر إلا مرة واحدة..
حين يأوي الشريك إلى شريك حياته طالبًا الأنس والسكن الذي أشار إليه المولى بقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
ولا يجد طعم هذه النعمة،
ولا يستشعرها ويعيشها بكامل لذاتها إلا من صان عن الحرام نفسه،
وكانت العفة شعاره،
وغض البصر دثاره،
حينها فقط لن يرَ الشريك أفضل ولا أجمل من شريكه،
وستغدق سيول العواطف الجياشة التي لطالما منعت عن غير أهلها..حتى جاء من يستحقها..
هكذا تصنع العفة بأصحابها،
وأما من دنَّس في الحرام نفسه،
وقلَّب فيما حرَّم الله بصره، فلا يجد تمام تلك السعادة ولا يُنعَّم بها؛ فإِنَّ من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه!!
وهذه سنة الله {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَحْوِيلًا}..
وجدير بك أيها المسلم أن تستشعر نعمة الله عليك في تلك الليلة حين جمعك بشريك حياتك تحت سقف واحد لا تخشى إلا الله،
وما من أحد إلا و هو يرجو من الله التوفيق في حياته الجديدة، وأن يجعل الله زفافه مباركًا ميمونًا،
ولــكـــــــــن!!!!
وبكـــــل صراحة!!
الدعاوى ما لم تقيموا عليها بيناتٍ أبناؤها أدعياء!!
أيليق بمن يرجو التوفيق والسعادة من الله أن يبدأ ليلة العمر بمعصية الله؟!
وما أكثر من يعصي الله في تلك الليلة بصنوفٍ من المعاصي المقيتة وأنا ذاكر لكم بعضها:
- فمنها تعرِّي العروس أمام الحاضرات بطريقة سمجةٍ تخدشُ الحياءَ بعد ما كانت مستورة دهرها كله بحجة أنَّها" ليلةُ العمرِ!!"
- ورضا الزوج وسكوته عن هذا التعرَّي بدون أدنى نكيرٍ أو شهيقٍ أو زفيرٍ منكرٌ آخر ودليل على ضعف الغيرة لديه!!
- وكلُّ من زينت لها ذاك اللباس الفاضح أو شجعتها عليه -من أم أو أخت أو صديقة- شريكة لها في ذلك المنكر ولها نصيب من قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}!!
-وهنا تسكب العبرات عندما تجد الأم تساعد ابنتها على التعريَّ وتعين الأخت أختها على ذلك ويصدق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: "...ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" !!
-ولم يقتصر الأمر على العروس فحسب بل صار كثير من البنات -الصغيرات منهن والكبيرات- بل وبعض الأمهات لا يحضرنَّ الأعراس إلا بلباس شبه عارٍ إن لم نقل: إنه عارٍ بجل أو بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ مما لا يقره شرع ولا عرف وتنفر منه الفطر السليمة!!
-ولا أدري ألم يطرق سمعهنَّ حديث النبي صلى الله عليه وسلم "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا بَعْدُ" وذكر منهم: "...ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَها وَإِنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا"
-ومن المنكرات دخول الزوج على النساء لوحده أو بصحبة إخوانه وذويه من الرجال والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إياكمْ والدُّخولَ على النِّساءِ" ثم بقاؤه بجنب زوجته ينظرُ إلى النساء، وينظرنَّ إليه..
-ثم تنطلق ألسنة الحاضرات -إلا من رحم الله وهنَّ قليلات- بالتعليق على العروسين -شكلاً ولبسًا وطولاً وقصرًا ووو....إلى ما لا نهاية- لمدة يوم بل ربما زادت على اليومين وهذه غيبة محرمة والله يقول: {...وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا الله إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}
-ومن المنكرات تصوير الزوجين على بعض الهيئات التي تنافى مع الحياء ويترفع عنها أهل المروءات.
-وهنا لابد لي من صيحة نذير للتحذير من خطر التصوير، إذ بعض الحاضرات يصورنَّ أنفسهنَّ بالهواتف وهن في كامل زينتهنَّ وربما اختلست بعض ضعيفات النفوس وانتهزت الفرصة بتصويرهن في تلك الحالة ونشرنَّ صورهنَّ أو ابتززنهنَّ بذلك.
-ومن المنكرات وضع الأغاني وصرف المبالغ الطائلة للفرق الغنائية وجلب الراقصات ليحيوا كل رذيلة ويميتوا كل فضيلة بتلك الأغاني الصاخبة والرقصات الماجنة وهنا يصدق عليهم قول الحق سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
-ومن المنكرات تعطُّر المرأة بأنواع من العطور والبخور بحيث تشم رائحتها من بعيد وركوبها مع السائق للأعراس في تلك الحال، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية".
فهذه تطوافة سريعة للتنبيه على بعض صنوف المنكرات في الأفراح علها أن تجتنب, وهي غيض من فيض، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله, وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
وختاما أشكر كل من ساهم في تزويدي بالمعلومات حول هذا الموضوع وكتب الله أجرهم ورفع قدرهم والحمدلله رب العالمين.
كتبه أخوكم/ حمد بن دلموج السويدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق