السبت، 14 ديسمبر 2024

التعدد في سطور..


عندما تريد أن تناقش مشاكل المعددين فلابد أن تتذكر أولا أن التعدد حكم شرعي من الله عز وجل حتى تشخص المشكلة بشكل جيد وتجد لها حلولا لا أن تجعل حكم التعدد نفسه هو المشكلة!!

‏فالله عز وجل حكيم ولا يشرع لنا من الأحكام إلا ما فيه خير وصلاح في معاشنا ومعادنا..

‏ذلكم أن التعدد فيه من المنافع والمصالح الشيء الكثير ففيه:

‏- حل لمشكلة العنوسة

‏- وتكثير لأمة محمد ﷺ

‏- وإعفاف النفوس عن التطلع للحرام

- وتقليل لجرائم الاعتداء والتحرش

‏- وإظهار كثير من فضائل الزوجة الأولى التي ربما غفل عنها قبل التعدد

‏- وتخفيف العبء عن الزوجة الأولى حينما تجد من يشاركها في تحمل أعباء الزوج

وغيرها من المنافع..

‏فتناول موضوع التعدد يفتقر غالبًا إلى الإنصاف..

‏فالكثير ممن يتناول هذا الموضوع تجده يميل ويتحيز لطرف دون طرف،

‏إما مع التعدد مطلقًا بدون مراعاة لحال من يريد الإقدام..!!

‏وإما ضد التعدد مطلقًا وتصويره بأنه جحيم وخيانة وطوفان..!!

وليس الأمر كذلك..!

‏نعم..ليس كل أحد يصلح له التعدد..كما أن الاقتصار على واحدة لا يصلح لكل أحد..فتنبه

‏وليس من العدل أن نحكم على التعدد بأنه سببٌ مُحقق للمشاكل والإجحاف بحق الزوجة الأولى

أو التقتير عليها وعلى أبنائها مستندين لبعض الأمثلة الواقعية السيئة ونغض الطرف عن الأمثلة الواقعية المشرقة في هذا الباب..

‏فالطرح في هذا الموضوع لابد أن يكون متزنًا وواقعيًا ومبني على دراسات ميدانية لا على مثال أو اثنين!

و‏الواقع يشهد بأن بعض الأزواج ربما قصّر في حق الأولى بعد زواجه من الثانية وهذا لا يُنكر ولكن ما هو السبب؟!

‏هل هو مجرد الزواج من الثانية فقط؟!

‏أم ما يصاحب ذلك من قبل الزوجة الأولى ومن يناصرها من ردات الفعل الكارثية المجحفة التي تتجاوزت غالبا نطاق الغيرة الفطرية؟!

‏أم جميع ما سبق؟! إضافة إلى غيرها من الأمور التي تحتاج إلى تتبع واستقصاء..

تأكد أن الأمر لو كان سيقف عند الأولى فقط فربما رضيت بذلك وإن حصل هناك زعل وغيرة، فهذا أمر طبيعي..

‏لكن المصيبة الكبرى عندما يظهر المفسدون بثوب الناصحين ويصورون للمرأة أن زوجها خائن!

ويحسسونها بالظلم!

ويظهرون الشفقة على حالها!

وينصحونها بما فيه تعاستها وربما هدم لبيتها..

فإن استجابت لذلك هدم بيتها وضاع عيالها!

وتوجهت سهام اللوم كلها إلى الزوج فقط!!

أليس هذا واقع مشاهد متكرر؟!!

لكن المرأة العاقلة ترضى بما قسم الله لها، وتحافظ على بيتها، ولا تهدمه لأجل كلام الناس،

ولا تفتح أذنها لكل أحد، ولا تستشير إلا أهل التقوى والصلاح وتتذكر أن من كنّ خيرًا منها كأمهات المؤمنين رضين بالتعدد .. 

‏فتؤدي حق زوجها وبيتها وأبنائها بما يرضي الله عز وجل وتطلب حقها وتذكره إن نسي أو حاف وتعينه على العدل وتحتسب الأجر فعندها يستقيم أمر الأسر وتنعم..

الأحد، 14 فبراير 2021

خرافة علم الطاقة

عاشت البشرية قبل مبعث محمد ﷺ في جاهلية وشر، تحكمهم سياسة الغاب، قد انتكست فطرهم، وأُعميتْ بصائرهم، فمن عابدٍ للصنم، وراجٍ للكواكب والنجم، ومعتقدٍ في الحجر، ومتمسح بالشجر في سلسلة طويلة من الخرافات والشركيات يصعب إحصاؤها، فبعث الله محمدًا ﷺ بالحنيفية السمحة، والشريعة البلجة، فأخرج الله به الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد وأشرقت شمس التوحيد في سماء جزيرة العرب، وانقشع ظلام الشرك فأيس الشيطان حينها أن يُعبد في جزيرة العرب..

ودخل الناس في دين الله أفواجًا فبلغ الإسلام مشارق الأرض ومغاربها..

واستمر الناس على ذلك الخير حتى إذا ما قلَّ العلم وانتشر الجهل نبتت في الإسلام نوابت سوء تدعو الناس إلى اعتقاد بعض ما كان عليه أهل الجاهلية الأولى! في صور مختلفة وأساليب متعددة..

ومن أواخر تلك الصيحات ما استحدثه بعض الناس من البرامج والندوات والدورات التي تدندن حول ما يسمى بالطاقة الكونية!

ذلك العلم=الجهل الذي يبحث عما وراء الأسباب من المغيبات!

فروَّج مريدوه سلعتهم ببعض نصوص القرآن، وصاروا يفسرونها بالأغاليط وضرب من الأوهام، وهكذا الحال مع أحاديث سيد الأنام، فراج أمرهم على كثير من الناس، وافتتن بخرافتهم جمعٌ من مختلف الأجناس..   

وما علموا أن هذا العلم=الجهل هو البوابة الجديدة لنشر الإلحاد في أوساط الشباب والبنات!

‏وأن أرباب الطاقة كغيرهم من أصحاب الدعاوى المشبوهة المضللة يسترون ما عندهم من دجلٍ ببعض الآيات والأذكار ليروجوا لبضاعتهم وليغطوا بوائقهم ثم يرموا بضحاياهم في أوحال الشرك والاعتقادات الفاسدة!

وليت شعري كيف صار البعض بسببهم يعتقد أن حجر السترين مصدر سعادته!

‏وأنه يمنحه الطاقة الإيجابية! ويذهب عنه الطاقة السلبية!!

ويعطيه الشجاعة!

ويلهمه الإبداع!

ويعالجه من الأمراض!

‏في سلسلة من الأوهام والتخيلات الشيطانية! التي لا حقيقة لها البتة!

‏فإذا ما نُبه البعض لخطورة هذا الاعتقاد وأنه الوثنية في حلتها الجديدة!

‏يقول: أنتم لا تفهمون! وعن الحقيقة معرضون!!

سبحان الله!!!!

إذا كان الحجر الأسود الذي نزل من الجنة لا ينفع ولا يضر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مقولته المشهورة: " إني لأعلم أنك حجرٌ لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك" فكيف بغيره؟!

وإثبات كل ما سبق من الدعاوى لحجر السترين أو غيره من الحجارة دونه خرط القتاد..

ومن العجائب ما يدعيه بعضهم من أن الكون الفسيح يستجيب لك من خلال التفكير العميق! والنية الملحة! بينما لو طُلبت من هذا المدعي نفسه أن يحرك قلما أمامه بفكره لعجز ولو بقي دهره كله!

إن الناظر في ممارسات القوم كالعلاج بالطاقة المسمى بالريكي أو الاسقاط النجمي وغيرها يجد الشرك الصُراح! من تعظيمهم لذواتهم، وادعائهم أن أجسادهم محاطة بهالة من الطاقة ذات طبقات وألون! وأنهم يعلمون الأشياء قبل وقوعها! ناهيك عن تردادهم لبعض العبارات الإلحادية والاستغاثات بطاقات بعض الأموات الخفية؛ كالاستغاثة بطاقة د.يوسوي! الذي يعدونه مجدد علم الريكي! ويزعمون أنه قادرٌ على شفاء الأمراض بطاقته! وهو نفسه مات بجلطة دماغية!!

طقوس وثنية واعتقادات جاهلية!

أكلٌ لأموال الناس بالباطل!

‏ودعوة للاعتقاد في الأحجار والأشجار! مآلها إلى إنكار وجود الرب سبحانه!

كيف لا؟! وهم يفسرون كل حركة في الكون بأن مصدرها الطاقة! التي لا يعلمها إلا هم!

تلاعبت بهم الشياطين، فأهلكتهم ومن تبعهم من الجاهلين..

‏فاحذروهم وحذروا أهليكم وذويكم فدينكم أغلى وأعلى وأكرم من أن يبذل لمثل هذه الترهات..

فإذا ما تعلقت قلوب القوم بالحجارة فتعلق أنت بخالق الحجارة وأسأل الله العافية..

✍🏻 بقلم/

حمد بن دلموج السويدي

الخميس، 29 أكتوبر 2020

هلاّ كففتم ألسنتكم عن النميمة؟!..

إن مما يكدر الخاطر ما آل إليه حال كثير من الناس من استسهال النميمة وعدم التناهي عنها، رغم ما تحدثه من فرقة في المجتمع المتآلف!

فكم من بيوت قد هدمت؟!

وكم من أرحامٍ قد قطعت؟!

وكان السبب في ذلك نقل الكلام إما سفهًا من ناقله!

وإما بقصد الإفساد مما يدل على خبث صاحبه!

وما الذي يضرك لو أنك كتمت ما سمعته من فلان حفظا للود وجمعًا للشمل! بدل ذلك السعي المأزور في نقله لمن قيلت في حقه!

ولو ادعيت الغيرة والحمية لمن قيلت في حقه فهلاّ كنت شجاعًا في كف ذلك القائل عن مقولته بدل نقل القول لمن قيلت بحقه؟!

وهل يسرك إيغار الصدور وجعلها كالمرجل تغلي بغيظها؟!!

ولكني أبشرك أيها النمام بشر بُشرى لعلك تتذكر أو تخشى..

قال ﷺ : "..وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " رواه الترمذي

وعن حذيفة رضي الله عنه، أنه بلغه أن رجلا ينم الحديث، فقال حذيفة: سمعت رسول الله ﷺ يقول :

" لا يدخل الجنة نمام " رواه مسلم

قال النووي: قال العلماء : النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم..

وقال الغزالي: " وكل من حملت إليه نميمة،

وقيل له : فلان يقول فيك، أو يفعل فيك كذا ، فعليه ستة أمور : 

الأول : ألا يصدقه لأن النمام فاسق . 

الثاني : أن ينهاه عن ذلك ، وينصحه ويقبح له فعله . 

الثالث : أن يبغضه في الله تعالى فإنه بغيض عند الله تعالى ، ويجب بغض من أبغضه الله تعالى . 

الرابع : ألا يظن بأخيه الغائب السوء . 

الخامس : ألا يحمله ما حكي له على التجسس والبحث عن ذلك . 

السادس : ألا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه ؛ فلا يحكي نميمته عنه ، فيقول : فلان حكى كذا فيصير به نماما ، ويكون آتيا ما نهى عنه "

قال يحيى بن أبي كثيرٍ : " يُفسد النَّمامُ والكذَّابُ في ساعةٍ؛ ما لا يُفسد الساحرُ في سَنة"

فاتقوا الله في أنفسكم يا من تنقلون الأخبار ولتعلموا أنكم موقوفون بين يدي الله يوم القيامة فسائلكم عمّا اقترفتم!

فأعدوا للسؤال جوابًا!!

✍🏻 بقلم/

حمد بن دلموج السويدي

الخميس، 22 أكتوبر 2020

موت العلماء ثلمة لا تسد

إن مما اتفقت عليه الشرائع حفظ الضروريات الخمس وهي:

الدين،

والعقل،
والعرض،
والنفس،
والمال..
وإن اللبيب ليدرك أن وجود العلماء من أعظم الأسباب التي تحقق تلك المقاصد العظيمة فهم صمام الأمان، 
فبجهادهم تصان الشريعة الربانية من المحدثات الفكرية والعملية، فهم الذين ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين،
وبإرشادهم وتأصيلاتهم تُحمى العقول من المفسدات الحسية والمعنوية..
وبنصحهم تهذب النفوس فتسمو عن التعدي على الأعراض والأموال..
فما أحسن أثرهم على الناس وما أسوأ أثر الناس عليهم لا سيما في هذا الزمان الذي شوهت فيه صورة العلماء من قبل أناس لا خلاق لهم ولا ذمة.
ولكن يأبى الله إلا أن تكون العزة لأوليائه المخلصين ولو بعد حين.
وقد توالت علينا الأنباء المؤلمة بموت ثلة من علماء زماننا واحدًا تلو الآخر ممن عانقت هممهم النجوم في عليائها وهم:
الشيخ المحدث محمد بن عبدالله الأعظمي -رحمه الله-
ثم العلامة الشيخ حسن عبدالوهاب البنا -رحمه الله-
ثم الشيخ المحدث المحقق محمد بن علي بن آدم الأثيوبي -رحمه الله-
وأخيرا العالم المربي البشوش الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار -رحمه الله-
جزاهم الله خير الجزاء على ما قدموا لهذا الدين وأخلف الله على الأمة خيرا..
إن موت العلماء ثلمة عظيمة لا تسد، قال الله تعالى:  
﴿أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها..﴾ [الرعد: ٤١]
قال ابن عباس في معنى الآية: خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها، وقال مجاهد: هو موت العلماء.
وقد كان السلف يعرفون منزلة العلماء وأثرهم الجميل على الناس،
قال الحسن البصري: كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار" 
فاللهم أجرنا في مصيبتنا وعوضا خيرا يا كريم.

الاثنين، 13 أبريل 2020

‫✉️ رسالة لمن يريد أن يزاحم العلماء في تفسير النصوص..‬

من يحاول أن يزاحم العلماء في التصدي لتفسير النصوص الشرعية بفهمه بدعوى أنها ليست حكرًا على علماء الملة!
‏فهل يستطيع هو نفسه أن يقول بذات القول مع العلوم الأخرى كالطب والهندسة والفلك؟!
‏أم سيقول: يجب احترام التخصصات
ولا يجوز أن يتكلم المرء في غير فنه!
وفيما لا يحسنه!
لا أظن عاقلًا إلا وسيقول بوجوب احترام التخصصات؛ إذن لِمَ الكيل بمكيالين؟!
ربما ستجر البعض الفلسفة الزائدة وحب الانتصار للنفس والفكرة للقول:
أنا مسلم وفهم الإسلام ليس حكرًا على أحد! ولا يلزمني التقيد بفهم عالم..ويسترسل ظنًا منه بأنه قد أتى بما يعجز الناس عن الرد عليه!!
والجواب عليه ببساطة:
هل يحق للطبيب العام أن يتكلم في دقائق علم جراحة القلب؟! فضلا عن القيام بعملية جراحية في القلب! بحجة أنه طبيب!
أم سنعود للقول بوجوب احترام التخصصات؟!
هنا سينقطع الحديث وسيدرك بأنه قد غُرر به من قبل أناسٍ لا تريد له الخير..
ونذكره بقول النبي ﷺ : " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " [رواه الترمذي 3641 ]
✍️ بقلم/
حمد بن دلموج السويدي

الأحد، 3 يونيو 2018

💡التنوير لعلهم يفقهون..💡

لعلكم تلحظون مؤخرًا كثرة تداول مصطلح (التنوير) من البعض حتى إنه ليخيل إليك أننا نعيش في ظلام دامس طيلة السنوات الماضية!!
‏وأن المنادين بالتنوير هم من سينقذون الأمة من هذا الظلام!!
‏والواقع يشهد أن أغلب المنادين به هم من يعيشون في الظلمات قابعين فيها لا يبغون عنها حولا..
الأمر الذي حملهم للسعي جاهدين ليصدّروا تلك الظلمات للناس على أنها النور!!
نعم هذه هي الحقيقة لو كانوا يعلمون..
﴿أَوَمَن كانَ مَيتًا فَأَحيَيناهُ وَجَعَلنا لَهُ نورًا يَمشي بِهِ فِي النّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيسَ بِخارِجٍ مِنها..﴾ [الأنعام: ١٢٢]
‏ليست المشكلة في كلمة (تنوير)، فالكل يحب النور ويحب أن يتنور بالعلم من ظلمات الجهل؛ و‏لكن المشكلة في إدراك ما هو المراد بالتنوير‬⁩ كمصطلح متداول اليوم في وسائل الإعلام المرئي والمقروء ووسائل التواصل الاجتماعي أهو مكافحة الجهل بالعلم أم غيره؟!
‏إن الناظر في أدبيات القوم وما ينشرونه في برامجهم وما يسطرونه في مقالاتهم وحساباتها على وسائل التواصل يدرك تمامًا بما لا شك فيه أنهم لا يريدون مدلول كلمة التنوير من الناحية اللغوية؛ وإنما مقصودهم هو الانحلال والتفلت من القيود الشرعية! والتمرد عليها! وإلغاء الثوابت الدينية! ناهيك عن ضرب القيم المجتمعية والتنكّر للعادات والتقاليد المرعية ومحاولة إحلال قيم وعادات مستوردة مكانها!
نعم هذه هي الحقيقة لعلكم تعقلون..
فمحاولة القوم ستر باطلهم بالتخفي وراء المدلول اللغوي لكلمة التنوير صار مكشوفًا للعيان! فمتى يعقلون؟!
ومن يزعم أنه لا يريد بكلمة التنوير إلا المعنى الذي لا يخالف الشرع فأقول: إن الله عزَّ وجل قد نهى المؤمنين عن قول: ﴿راعِنا﴾ وهي من الكلمات المتداولة عندهم ولكن لما كان اليهود يستخدمونها للطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاهم الله عنها بقوله:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَقولوا راعِنا وَقولُوا انظُرنا وَاسمَعوا وَلِلكافِرينَ عَذابٌ أَليمٌ﴾ [البقرة: ١٠٤] فكيف بالمصطلحات التي هي من نسج الحانقين على الدين أصلا؟!
والمشابهة في الظاهر تدعو إلى المشابهة في الباطن وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" [صحيح الجامع 6149]،
‏ومن نعمة الله على العبد أن يوفقه للثبات على السنة والاستضاءة بنورها في الوقت الذي انخرط فيه بعض من تصدر لدعوة الناس في سلك من يسمون أنفسهم بالتنويريين!
‏فلم يسعهم الاستضاءة بنور السنة لجهلهم بها أو لغلبة الهوى عليهم فعمدوا إلى ظلام التنوير لعلهم يلتمسون منه النور!
ولكن هيهات هيهات..
﴿وَمَن لَم يَجعَلِ اللَّهُ لَهُ نورًا فَما لَهُ مِن نورٍ﴾ [النور: ٤٠]
✍🏻بقلم/
حمد بن دلموج السويدي

السبت، 5 مايو 2018

حكم الثورات بين السلفية والليبرالية

‏‏⁧‫حقيقة لابد أن تعرفها حتى لا تخدع..
#السلفية‬⁩ يقررون في كتبهم ودروسهم وفتاواهم أن الثورات حكمها محرم مطلقًا ولو كان الحاكم المسلم ظالمًا
أو فاسقًا
أو مستبدًا
ومن يخالف هذا الأصل فهو إما:
حزبي
أو جاهل..
هذا أمر مسلّم عندهم ولا يقبل النقاش..
‏لكن السؤال الذي أرجو أن لا يكون محرجًا لمن يتبنى فكر ⁧‫#الليبرالية‬⁩ :
ما هو حكم الثورات عندهم على الحاكم الظالم المستبد؟!
هذا السؤال لن تجد له إجابة صريحة عند القوم في هذا الوقت!!
وقد طرحته في تويتر ولكن لا حياة لمن تنادي!!
فالقوم على وضعية (اعمل نفسك ميت)!!
فإن أردت معرفة المحقِ من المبطل المتلوّن فانظر إلى كلامه زمن ما يسمى بثورات الربيع العربي لتقف على حقيقة حاله!!
ولا تلتفت للكذبة المستهلكة التي يستخدمها من لا حجة عنه وهي:
(كنا مخدوعين..!!)
‏فهذه لا تقبل إلا من شخص عامي بسيط..(على نياته)
‏أما من صدّر نفسه على أنه داعية!!
أو أنه سياسي محنك!!
أو إعلامي مثقف (يعرف كل شيء)!!
فلا يقبل منه!!
فإما أن يعترف بجهله وهذا ما لا يرضاه القوم!!
وإلا فهو فالتلون بعينه!!
علمًا بأن من يدعي أنه كان مخدوعًا 
‏كان يعلم يقينًا مواقف العلماء وطلبة العلم السلفيين من هذه الثورات وردهم على الحزبية في ذلك الوقت ولكنهم غضوا الطرف عنها؛ لأنها لا تتفق مع أهوائهم وما تحويه أفئدتهم من باطل!!
ثم هم اليوم يرمون السلفيين بالتشدد وأنهم خطر على الدولة وووو...في سلسلة من التهم لا نهاية لها..
فارحموا عقول الناس..
✍🏻بقلم/
حمد بن دلموج السويدي