الخميس، 22 أكتوبر 2020

موت العلماء ثلمة لا تسد

إن مما اتفقت عليه الشرائع حفظ الضروريات الخمس وهي:

الدين،

والعقل،
والعرض،
والنفس،
والمال..
وإن اللبيب ليدرك أن وجود العلماء من أعظم الأسباب التي تحقق تلك المقاصد العظيمة فهم صمام الأمان، 
فبجهادهم تصان الشريعة الربانية من المحدثات الفكرية والعملية، فهم الذين ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين،
وبإرشادهم وتأصيلاتهم تُحمى العقول من المفسدات الحسية والمعنوية..
وبنصحهم تهذب النفوس فتسمو عن التعدي على الأعراض والأموال..
فما أحسن أثرهم على الناس وما أسوأ أثر الناس عليهم لا سيما في هذا الزمان الذي شوهت فيه صورة العلماء من قبل أناس لا خلاق لهم ولا ذمة.
ولكن يأبى الله إلا أن تكون العزة لأوليائه المخلصين ولو بعد حين.
وقد توالت علينا الأنباء المؤلمة بموت ثلة من علماء زماننا واحدًا تلو الآخر ممن عانقت هممهم النجوم في عليائها وهم:
الشيخ المحدث محمد بن عبدالله الأعظمي -رحمه الله-
ثم العلامة الشيخ حسن عبدالوهاب البنا -رحمه الله-
ثم الشيخ المحدث المحقق محمد بن علي بن آدم الأثيوبي -رحمه الله-
وأخيرا العالم المربي البشوش الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار -رحمه الله-
جزاهم الله خير الجزاء على ما قدموا لهذا الدين وأخلف الله على الأمة خيرا..
إن موت العلماء ثلمة عظيمة لا تسد، قال الله تعالى:  
﴿أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها..﴾ [الرعد: ٤١]
قال ابن عباس في معنى الآية: خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها، وقال مجاهد: هو موت العلماء.
وقد كان السلف يعرفون منزلة العلماء وأثرهم الجميل على الناس،
قال الحسن البصري: كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار" 
فاللهم أجرنا في مصيبتنا وعوضا خيرا يا كريم.

هناك تعليق واحد:

  1. جزاك الله خيرا ونفع الله بك وسددك ووفقك لكل خير

    ردحذف