عندما تريد أن تناقش مشاكل المعددين فلابد أن تتذكر أولا أن التعدد حكم شرعي من الله عز وجل حتى تشخص المشكلة بشكل جيد وتجد لها حلولا لا أن تجعل حكم التعدد نفسه هو المشكلة!!
فالله عز وجل حكيم ولا يشرع لنا من الأحكام إلا ما فيه خير وصلاح في معاشنا ومعادنا..
ذلكم أن التعدد فيه من المنافع والمصالح الشيء الكثير ففيه:
- حل لمشكلة العنوسة
- وتكثير لأمة محمد ﷺ
- وإعفاف النفوس عن التطلع للحرام
- وتقليل لجرائم الاعتداء والتحرش
- وإظهار كثير من فضائل الزوجة الأولى التي ربما غفل عنها قبل التعدد
- وتخفيف العبء عن الزوجة الأولى حينما تجد من يشاركها في تحمل أعباء الزوج
وغيرها من المنافع..
فتناول موضوع التعدد يفتقر غالبًا إلى الإنصاف..
فالكثير ممن يتناول هذا الموضوع تجده يميل ويتحيز لطرف دون طرف،
إما مع التعدد مطلقًا بدون مراعاة لحال من يريد الإقدام..!!
وإما ضد التعدد مطلقًا وتصويره بأنه جحيم وخيانة وطوفان..!!
وليس الأمر كذلك..!
نعم..ليس كل أحد يصلح له التعدد..كما أن الاقتصار على واحدة لا يصلح لكل أحد..فتنبه
وليس من العدل أن نحكم على التعدد بأنه سببٌ مُحقق للمشاكل والإجحاف بحق الزوجة الأولى
أو التقتير عليها وعلى أبنائها مستندين لبعض الأمثلة الواقعية السيئة ونغض الطرف عن الأمثلة الواقعية المشرقة في هذا الباب..
فالطرح في هذا الموضوع لابد أن يكون متزنًا وواقعيًا ومبني على دراسات ميدانية لا على مثال أو اثنين!
والواقع يشهد بأن بعض الأزواج ربما قصّر في حق الأولى بعد زواجه من الثانية وهذا لا يُنكر ولكن ما هو السبب؟!
هل هو مجرد الزواج من الثانية فقط؟!
أم ما يصاحب ذلك من قبل الزوجة الأولى ومن يناصرها من ردات الفعل الكارثية المجحفة التي تتجاوزت غالبا نطاق الغيرة الفطرية؟!
أم جميع ما سبق؟! إضافة إلى غيرها من الأمور التي تحتاج إلى تتبع واستقصاء..
تأكد أن الأمر لو كان سيقف عند الأولى فقط فربما رضيت بذلك وإن حصل هناك زعل وغيرة، فهذا أمر طبيعي..
لكن المصيبة الكبرى عندما يظهر المفسدون بثوب الناصحين ويصورون للمرأة أن زوجها خائن!
ويحسسونها بالظلم!
ويظهرون الشفقة على حالها!
وينصحونها بما فيه تعاستها وربما هدم لبيتها..
فإن استجابت لذلك هدم بيتها وضاع عيالها!
وتوجهت سهام اللوم كلها إلى الزوج فقط!!
أليس هذا واقع مشاهد متكرر؟!!
لكن المرأة العاقلة ترضى بما قسم الله لها، وتحافظ على بيتها، ولا تهدمه لأجل كلام الناس،
ولا تفتح أذنها لكل أحد، ولا تستشير إلا أهل التقوى والصلاح وتتذكر أن من كنّ خيرًا منها كأمهات المؤمنين رضين بالتعدد ..
فتؤدي حق زوجها وبيتها وأبنائها بما يرضي الله عز وجل وتطلب حقها وتذكره إن نسي أو حاف وتعينه على العدل وتحتسب الأجر فعندها يستقيم أمر الأسر وتنعم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق