الأربعاء، 22 يناير 2014

احذر فالأمر جد لا هزل!!


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
فبعض الأفاضل عنده غيرة شديدة على الدين ولكنه ربما أساء التصرف!!
فما أن يغرد إبليس من الأبالسة إلا وتجده أول المروجين له!!
ربما تقول كيف ذلك؟!!
وهل يعقل؟!!
فأقول: نعم !!
فكم من وسم (#هاشتاق) فُتح باسم ذلك الإبليس بقصد الرد عليه فإذا به يشتهر أكثر وأكثر، وقد كان قبلُ في الكهوف مع الخفافيش!!
وكم من متحمِّس شارك في ذلك الوسم بضحالة من العلم والحلم!!
فزاد به الهم والغم!!
ومعلوم أن أكثر المستخدمين (تويتر) هم من عامة المسلمين ممن لا تمييز لهم بين الغث والسمين فيما اشتبه من مسائل الدين!!
فتجد الواحد منهم يتتبع كل جديد، ولسان حاله هل من مزيد، أغراه حب الاستطلاع، فسلك به سبل الضياع، قد جعل قلبه كالإسفنجة فأضحى مرتعًا لكل شبهة!!
والشبه خطافة!!
وعاجل بشراها الجهل والضلالة فيعمى القلب عن الحقائق الواضحة وهذه هي العاقبة {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}!!
فاللهم احفظ قلوبنا من الزيغ!!
ويزيد الأمر خطورة إن كان الرد على الشبهة ركيكًا وكان الخصم بالمقابل فصيحًا فيقلب الحق باطلًا والباطل حقًا وهذا أمر مشاهد لا ينكر فالواجب الحذر ومراعاة مصلحة العامة حتى لا يفتتنوا وعن الحق يعرضوا من باب "...ولعلَّ بعضَكم أن يكون ألحنَ بحُجَّتِه من بعضٍ، فأقضي له على نحوِ ما أسمعُ" [البخاري ٧١٦٩].
فاكتفِ أيه الغيور ببيان الحق دون توان ولا فتور، بأدلته، وبثه بين الناس بقواعده، وأعرض عن الرد على كل مجهول جهول ممن يريد الشهرة بطريقة قذرة، فيحوم حول المهمات ليصل به الأمر للطعن في المسلمات، فمثل أولئك لا يلتفت إليهم، ولا يعبأ بمثلهم، فليس كل أحد يستحق الرد عليه، بل البعض لا يردعه إلا التجاهل وقديمًا قيل: "الحقران يقطع المصران".
وإذا رد أحد العلماء أو المشايخ الفضلاء أو طلبة العلم النجباء فلا حاجة للمزيد على كلامهم بل الواجب أن نكتفِ بالنشر لهم.
هذا وإن مما يكدِّر الخاطر أن يُعتب على المشايخ الأفاضل من قبل بعض صغار الطلبة لسكوتهم عن بعض تفاهات الجهلة!!
وهذا عارضٌ لا يبشر بخير إذ المشايخ ما سكتوا إلا لعلمهم أن السكوت أنفع والتجاهل أنجع، فليت من تسرع وعتب أن يستشير قبل تغريده بهذا العتب!!
فلربما ترى المصلحة في الرد وقد غابت عنك مصالح الصد، فالعجلة من الشيطان والتأني من الرحمن كما قال سيد الأنام عليه الصلاة والسلام: "التَّأنِّي من اللهِ والعجَلَةُ من الشيطانِ" [السلسلة الصحيحة ١٧٩٥].
فإن أبت عليك نفسك، وعجزت عن حبس غيرتك فغرد عندما تكون هادئ النفس، لتأمن الوقوع في براثن اللبس، فردود الأفعال أكثرها وبال، فكن في منأى من تلكم الحال، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "...إياك وما يعتذر منه" [السلسلة الصحيحة ١٩١٤].
فهذه خاطرة عابرة وأرجو أن تكون عاطرة، تلامس قلوبًا حاضرة، وضمائر مستبصرة، أردت بها الإصلاح في العاجلة، والأجر من الله عليها في الآخرة ..

كتبها أخوكم/
حمد بن دلموج السويدي غفر الله له ولوالديه
٢١/ ربيع الأول/ ١٤٣٥هـ
٢٢/ يناير / ٢٠١٤ م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق