الاثنين، 5 مارس 2018

احذرهم أن يخدعوك!!

محالٌ على حكمةِ أرحم الراحمين أن يترك الأمة قرابة 1400 سنة يفهمون كلامه على غير مراده!!
ثم ‏يأتي في هذا الزمان من يصحح لها الفهم الذي كان غائبًا طيلة تلك السنين الخالية!!
هذا محال!!
‏فمن يفسر كلام الله -عزّ وجلّ- بتفسير جديد لم يُسبق إليه! ويخطئ كل من يخالف تفسيره! -كما هو مشاهد من قبل الليبرالية ودعاة الحداثة- فهو كمن يزعم أن الأمة عاشت في ضلال طيلة تلك السنين حتى جاء حضرته وكشف لها الهدى!!
‏وأبسط سؤال ممكن يوجه لمن يمارس هذا العبث في كلام الله هو أن يُقال له: من سبقك بهذا؟!
‏هذا السؤال يصيب القوم بحالة (هستيرية) وربما تشنجات عصبية!
‏لأن الجواب: هو أنه أتى به من كيسه!!
‏وكيس من هو على شاكلته من المتطفلين على موائد العلم!!
‏وهذا وحده كافٍ لإسقاط كلامه جملةً وتفصيلاً ويكفيك مؤنة الرد عليه،
 فحكمة الله تأبى أن يترك عباده يجتمعون على ضلالة سنين طويلة وتخلو تلك السنين من قائم بالحق، وقد قال ﷺ: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " [رواه مسلم 1920]
‏فمن يخالف العلماء لاسيما فيما اتفقوا عليه فقد خالف سبيل المؤمنين وله نصيب من قوله تعالى: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾ [النساء: ١١٥]
والواقع أن العلماء الأوائل من صحابة رسول الله إما أن يجتمعوا على حكم مسألة وإما أن يختلفوا، فإن اجتمعوا على أمر فليس للمتأخر عنهم كائنا من كان أن يخالفهم فإجماعهم حجة،
وإن اختلفوا في أمر فلا يسع من يأتي بعدهم إلا أن ينظر في أدلتهم ويرجّح أحد أقوالهم الموافقة للكتاب والسنة أو يجمع بينها بما هو معروف في علم أصول الفقه، ولا يسع المتأخر أن يحدث قولا جديدًا لم يُسبق إليه!
فإن أحدث قولاً جديدًا فقد زعم أن الأمة عاشت قبل مجيئه في ضلال حتى دلهم هو على الحق!!! وهذا محال كما سبق..
قال ابن مسعود -رضي الله عنه- لما رأى من أحدثوا أمرًا لم يكن عليه محمد ﷺ وأصحابه: " ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم ﷺ متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر. والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ﷺ!!
أو مفتتحو باب ضلالة.
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير.
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه" [رواه الدارمي في سننه 210] 
قال ابن الماجشون: سمعت مالكًا  يقول: من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدًا ﷺ خان الرسالة لأن الله يقول ( اليوم أكملت لكم دينكم ) فما لم يكن يومئذً دينًا فلا يكون اليوم دينا "
فهذه عجالة مختصرة لم أقصد فيها استيعاب الموضوع، لأن المقام يطول ولكن أردت تنبيه العامة حتى لا يغتروا ببعض جهلاء زماننا ممن لا علاقة لهم بالعلم الشرعي وتجاسروا على كلام الله وحرفوا معانيه وأتوا بما تحار العقول من قبحه.
✍🏻كتبه/
حمد بن دلموج السويدي

هناك تعليق واحد: