الخميس، 1 مارس 2018

رسالة للمزايدين في مسألة الترحم على المشركين

موت ممثلة هندوسية أظهر لنا مواقف من البعض تنم عن ضعف العقيدة وهوانها في قلوبهم!!
حتى صار بعضهم يفسر كلام الله -عزّ وجلّ-  على هواه! ويضرب النصوص بعضها ببعض!
ويأخذ ببعض النصوص دون بعض!
ولا تجد لجهالاتهم نظير!
ولكن الواقع هو كما قال اللطيف الخبير: ‏﴿ ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ﴾ [النور :40]
‏فلِمَ المزايدة على مسألة دلت عليها نصوص الوحيين وانعقد عليها الإجماع؟!
قال الإمام النووي رحمه الله - : "وأما الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة : حرام بنص القرآن والإجماع " [ المجموع " ( 5 / 87 ) ]
فسؤال الله الرحمة لمن مات على الشرك محرم لقول الله عز وجل: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ﴾ [التوبة: ١١٣]
‏وكان سبب نزول هذه الآية هو قوله ﷺ لعمه لما حضرته الوفاة: " أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ". فأنزل الله تعالى فيه : { ما كان للنبي } . الآية [رواه البخاري 1360]
‏ولم يأذن الله - عزّ وجلّ-  لنبيه ﷺ بأن يستغفر لأمه؛ لأنها ماتت على الشرك؛ فقد قال ﷺ: " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي " [رواه مسلم 976]
‏وليس من التسامح في شيء أن يضرب المرء بنصوص الوحيين عرض الحائط! التي تنص على تحريم الاستغفار للمشركين ثم يتبجح برمي من يقول بها بالتشدد!!
أليس هذا من السفه وازدراء للدين الإسلامي؟! وعقيدة المسلم؟!
أفكلّما ترفضه تلك العقول المضللة والفطر المنكوسة من النصوص يعد تشددًا؟!
‏واستدلال الجهلة على أن الرحمة تعم كل أحد مطلقًا في الدنيا والآخرة بقول الله عز وجل: {ورحمتي وسعت كل شيء} يدل على الجهل والتلقين والتقليد الأعمى!
‏إذ تتمة الآية ترد هذا العبث!
‏فالله يقول: { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يومنون (157) الذين يتبعون الرسول النبي الأمي..}
‏فهل تنطبق هذه الأوصاف (التقوى، ‏إيتاء الزكاة، ‏الإيمان بآيات الله، ‏اتباع محمد ﷺ) على المشركين؟!
‏أفلا كلّف الجاهل نفسه للرجوع لتفاسير العلماء للوقوف على المعنى الصحيح للآية بدل هذا العبث بآيات الله؟! وضرب بعضها ببعض؟!
وأختم بقول الإمام البغوي (ت516) في تفسيره (2/238): " قال عطية العوفي: وسعت كل شيء ولكن لا تجب إلا للذين يتقون، وذلك أن الكافرين يرزقون ويدفع عنهم بالمؤمنين لسعة رحمة الله للمؤمنين فيعيشون فيها، فإذا صار إلى الآخرة وجبت للمؤمنين خاصة كالمستضيء بنار غيره إذا ذهب صاحب السراج بسراجه, قال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة وابن جريج: لما نزلت {ورحمتي وسعت كل شيء}, قال إبليس: أنا من ذلك الشيء. فقال سبحانه وتعالى: {فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون}، فتمناها اليهود والنصارى, وقالوا: نحن نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن, فجعلها لهذه الأمة فقال: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي}"
كتبه/ حمد بن دلموج السويدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق